responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 2  صفحه : 286

الطاغوت و الطاغوت من جوهر هذه النشأة الهيولانية فكلما [1] أمعنت هذه النشأة في العدم ازداد الطاغوت اضمحلالا فيذهب به ممعنا في وروده العدم منقلبا به في الدركات حتى يحله دار البوار عصمنا الله و إخواننا في اليقين من متابعة الهوى- و الركون إلى زخارف الدنيا و جعلنا من عبادة الصالحين و الذين يتولاهم برحمته يوم الدين‌

فصل (25) في تتمة الكلام‌ [2] في العلة و المعلول و إظهار شي‌ء من الخبايا في هذا المقام‌

قد سبق القول منا في أن التأثير و التأثر بين أمرين قد يكون بالذات و قد يكون بالعرض و المراد مما [3] بالعرض حيث وقع في كلامنا هو أن يكون اتصاف‌


[1] لعلك تقول إن للنفس في مقام خياله اقتدارا على التصوير كما سيأتي في مباحث المعاد- و الملائم و المنافر بالحقيقة ما هو موجود لها و هو المدرك بالذات لا المدرك بالعرض.

فأقول هؤلاء الطوائف مألوفاتهم المحسوسات الطبيعة فلا يتسلى بخيالاتها كمن يفوت و يتوفى ماله و ولده في الدنيا فلا يتسلى بخيالهما بل يتحزن أكثر و أيضا عقد قلبهم على فواتهما و ذلك الإيقان لا يفارقه و أيضا و هو أحكم و أيقن هؤلاء لا يتمكنون من تخيل مألوفاتهم على صور معهودة لهم في الدنيا بل ذلك اليوم يوم حصاد الثمرات فإن أكل مال اليتيم ظلما في الدنيا يصير أكل النار في الآخرة كله فليس في حسهم و خيالهم هناك إلا صور تجسم أعمالهم كما أن إيثار الزكاة هاهنا جلوس على شاطئ فهو العسل هناك و هذا من الضروريات و خاصية تبدل النشآت كتبدل سني القحط سبع بقرات عجاف في الرؤيا و لو لا هذا لكان كل من تصوره لفنون اللذائذ الجزئية أتم- و لدقائقه أضبط أسعد و أفلح فهو باطل بالفطرة، س ره‌

[2] هذه الخاتمة أجل ما في هذه المرحلة بل في هذه المراحل و بمعرفتها يتصل الخاتمة بالفاتحة و يبلغ كمال الكتاب حد النصاب فإن توفية حق الجمع بين البرهان و بين الذوق و الوجدان- الذي هو يتعلم البرهان الديان إذا كان بتقوى الله تعالى ذا اقتران و بين العقل و النقل حتى هذه الأسفار- شكر الله تعالى مساعي من أجاده، س ره‌

[3] اعلم أن الواسطة في الثبوت كما مر هي التي توجب اتصاف ذي الواسطة بما فيه الوساطة من صفته بالحقيقة و لا يكون لها صحة سلب عنه كوساطة النار في اتصاف الماء بالحرارة. و الواسطة في العروض ما هي بخلافه فيكون الاتصاف لعلاقة و يكون فيه صحة السلب حقيقة- و هي على أقسام.

أحدها أن يكون الواسطة و ذو الواسطة موجودين بوجودين متباينين في الوضع كالسفينة و جالسها في الاتصاف بالحركة.

و ثانيها أن يكونا موجودين بوجودين غير متباينين في الوضع كالسواد و الآبنوس- في الاتصاف بالأسودية فإن السواد هو الأسود في الحقيقة.

و ثالثها أن يكون موجودين بوجود واحد كالفصل و الجنس في باب التحصيل فإن جعلهما واحد و وجودهما واحد بدليل الحمل سيما في البسائط و كالوجود و الماهية في باب التحقق و لما كان وساطة الشخص في تحقق الكلي الطبيعي من قبيل الثالث كان وجود الطبيعي عين وجود الشخص لا وجودا منعزلا عن وجودات أشخاصه كما زعمه الرجل الهمداني المعاصر للشيخ الرئيس و لا أن وجود الطبيعي في عالم الإبداع و هو وجود رب النوع كما توهم لأن الفرد الإبداعي أيضا شخص من الطبيعي و التفاوت بينه و بين هذه الأفراد الطبيعة بالتفاضل لا يقدح في التماثل كما في الإنسان- الكامل و الإنسان الناقص و بالجملة فليس الوساطة من قبيل الوساطة في الثبوت و لا من قبيل الأول و الثاني من الوساطة في العروض إذ لا وجود للطبيعي على حدة لأن ذاته خالية عن الوجود و العدم و لا يصير الوجود عينا و لا جزءا له و لكون الطبيعة منغمرة الوجود في شخصها- و عدم تشي‌ء وجودي لذاتها صار الوجود الحقيقي و هو التشخص الحقيقي تحققا لها فلم تكن الواسطة في الثبوت بل الاتصاف على سبيل التجوز و لكن التجوز برهاني و بنظر شامخ عرفاني- و أما عند العقول المشوبة فهو يسمى حقيقة، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 2  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست