نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 269
للتحريك و عدمها و الصورة الحاصلة في المادة تكون غاية له بإحدى
الجهتين بالذات و بالأخرى بالعرض مثل أن يبني الإنسان بيتا ليسكن فإنه من جهة ما
هو طالب السكنى علة لكونه بناء فالمستكن علة أولى للبناء و من جهة ما هو بناء
معلول له من جهة ما هو مستكن فهو من حيث كونه بناء علة قريبة فلا جرم غايته
بالاعتبار الأول ليست صورة في مادة و بالاعتبار الآخر الذي هو به ملاصق صورة و
هيئة في البيت
فصل (24) في الفرق بين الخير و الجود
قد علمت أن الغاية ربما تكون بحسب نحو من الوجود فاعلا للفاعل بما هو
فاعل و علة غائية للفعل و بحسب نحو آخر من الوجود معلولا لمعلوله فلها بهذا النحو
من الوجود قياس إلى الفاعل المستكمل به و قياس إلى الفاعل الذي يصدر عنه- فهو
بالقياس إلى الفاعل الذي لا يكون منفعلا به أو بشيء يتبعه كان وجودا و بالقياس
إلى الفاعل المنفعل كان خيرا و الخير بالجملة[1]ما يطلبه كل شيء و هو الوجود أو كمال الوجود و أما الجود
فهو إفادة ما ينبغي لا لعوض فالواهب لما لا يليق للموهب له ليس بجواد كمن يهب
سكينا لمن يقتل به مظلوما و كذا من أعطى فائدة ليستعيض منها بدلا سواء كان ذلك
البدل شكرا أو ثناء و صيتا أو فرحا بل الجواد من أفاد الغير كمالا في جوهره أو في
أحواله من غير أن يكون بإزائه عوض بوجه من الوجوه فكل فاعل يفعل لغرض يؤدي إلى شبه
عوض فليس بجواد بل هو معامل مستعيض فيكون ناقصا فقيرا لأنه أعطى شيئا ليتحصل له ما
هو أولى به و أطيب- و من كان الأولى به فعل شيء فإذا لم يصدر عنه كان عادم كمال
فكان ناقصا في ذاته
[1]لما بين الفرق بين الخير و الجود المستعملين في الغايات
شرع في بيان الخير و الجود المطلقين بقوله و الخير إلخ، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 269