المبحث الرابع في غاية الكائنات المتعاقبة لا إلى نهاية
و لنمهد لبيانها مقدمة هي أن من جملة الغايات بالعرض هو الذي يقال له
الضروري و هو على ثلاثة أقسام.
أحدها[2]الأمر الذي لا
بد من وجوده حتى يوجد الغاية على أن يكون وجوده متقدما على وجود الغاية مثل صلابة
الحديد ليتم القطع و هذا يسمى نافعا إما في الحقيقة أو بحسب الظن و من هذا القبيل
الموت و أمثاله فإن الموت غاية نافعة لنظام النوع و للنفس أيضا كما أشرنا إليه.
و النكتة في الإجمال أولا أوقعية التعيين في النفس و أن يكون
المبدل منه توطئة و تمهيدا لذكر البدل و أن ديار سلمى كأنها كل الديار و غير ذلك و
نظير البيتين- قوله
أقبل أرضا سار فيها جمالها
فكيف بدار دار فيها جمالها
،س ره
[2]لعل المقام يحتاج إلى التوضيح فنوضحه بأن هنا أبحاثا-
الأول ما أشير إليه من وجه الضبط بأن الغاية بالعرض إما متقدمة بالذات على الغاية
بالذات- كالصلابة و الموت و إما معها بالذات كالأدكنية و إما متأخرة بالذات كحدوث
الكائنات عن حركة الأفلاك و الثاني التفرقة بين الصلابة و الأدكنية حيث جعل
إحداهما متقدمة على الغاية بالذات التي هي القطع و الأخرى معها و ذلك لأن الصلابة
علة للقطع بخلاف الأدكنية فإن لها الصلابة الاتفاقية معه و الثالث لعلك تقول
الغاية معتبر فيها النهاية بوجه فكيف تطلق الغاية على الصلابة و الأدكنية و هما مع
السكين مثلا من أول صنعه إلى آخره قلنا يتحقق النهاية و الآخرية فيهما بأن المراد
بالصلابة الصلابة المخصوصة التي بعد التليين و بالأدكنية هي التي في السكين بعد
تمامية صنعه لا الكيفية التي في الحديد قبل تصقيله فإنها أسود أو أدكنية.
و هاهنا جواب آخر و هو أن نجعل هذه غايات للقوى و الطبائع التي
تفعل في العناصر التي يحتبس فيها البخار و النار حتى يحصل المعادن و من أسماء الله
تعالى يا من في الجبال خزائنه، س ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 265