نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 236
على نحو الاتحاد بين الحكاية و المحكي و المرآة و المرئي فإن ماهية
كل شيء هي حكاية عقلية عنه و شبح ذهني لرؤيته في الخارج و ظل له كما مر ذكره
سابقا- على الوجه البرهاني اليقيني مطابقا للشهود العرفاني الذوقي
و الأصل الثالث أن الوجود على الإطلاق مؤثر و معشوق و متشوق إليه
و أما الآفات و العاهات التي يتراءى في بعض الموجودات فهي إما راجعة
إلى الأعدام و القصورات و ضعف بعض الحقائق عن احتمال النحو الأفضل من الوجود- و
إما أنها يرجع إلى التصادم بين نحوين من الوجود في الأشياء الواقعة- في عالم
التضايق و التصادم و التعارض و التضاد حيث يستدعي كل من المتضادين عند وجوده من
جهة الأسباب الاتفاقية الغلبة على الآخر و هذا التصادم و التضاد بينهما ليس لأجل
كونهما أو كون واحد منهما موجودا بما هو موجود بل لأجل تخصيص وجود كل منهما في
نفسه و هويته بمرتبة خاصة و نشأة معينة جزئية يضيق و يقصر عن اشتماله على الآخر أو
إحاطته به أو اتحاده معه أو قوله عليه و هذا التضايق و التخالف بين وجودات بعض
الأشياء لكونها متعلقة القوام الخارجي بالجسمية و المقدارية التي هي غاية نزول
الوجود و نقصه و أن أضيق الأشياء وجودا هي الأبعاد و المقادير لقصر رداء وجودها عن
الفسحة إلا في حد معين و ضيقها عن الانبساط و التمادي إلا على مرتبة متناهية لا
يتجاوزها لنهوض البراهين الدالة على تناهي الأبعاد و المقادير و سائر المتصلات
القارة و غير القارة أيضا عند أهل التحقيق و لأنها أيضا من ضعف الوجود بحيث لا
يمكن لذاتها الحصول لذاتها و لا لأجزائها أحدية الجمع و الحضور بعضها عند بعض بل
كل منها يغيب عن الآخر بحسب هويته المقدارية و كميته الاتصالية فمما لزم هذه المرتبة
من الوجود لبعده عن منبع الفيض و الجود هو أن يتفارق كل من أبعاضه المقدارية
الاتصالية- عن بعض آخر و لا يجتمع معه في حد واحد فكان هذه الهوية الاتصالية لغاية
ضعف وجودها و تبددها يهرب فيها الأجزاء عن الأجزاء و يغيب الكل عن الكل و لهذا
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 236