نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 223
القوى المستعلية النفسانية و هذه المبادي في العالم الصغير كالحركات
السماوية المسخرة لعالم الأمر في العالم الأعلى فكما أنهم لا يعصون الله ما أمرهم
و يفعلون ما يؤمرون فكذلك نظيرتهم في طاعة النفس الناطقة و كما أن أشخاص الناس
منهم من عصى ما أمر الله عباده على ألسنة رسله و في كتبه و منهم من أطاعه فكذلك
نظيرتها من القوى في طاعة النفس و عصيانها فيما تأمرها به و تنهيها عنه.
و الرابع ما يكون بالقصد
و هو الذي يصدر عنه الفعل مسبوقا بإرادته المسبوقة بعلمه المتعلق
بغرضه من ذلك الفعل و يكون نسبة أصل قدرته و قوته من دون انضمام الدواعي و الصوارف
إلى فعله و تركه في درجة واحدة.
فيه بحسب نفس الأمر- و يكون علمه بوجه الخير في الفعل كافيا لصدوره
عنه من غير قصد زائد على العلم- و داعية خارجة عن ذلك الفاعل و يقال له الفاعل
بالعناية في عرف المشاءين.
و السادس هو الذي يكون علمه بذاته الذي هو عين ذاته سببا لوجود
أفاعيله
التي هي عين علومه و معلوماته بوجه أي إضافة عالميته بها هي بعينها
نفس إفاضته لها من غير تعدد و لا تفاوت لا في الذات و لا في الاعتبار إلا بحسب
اللفظ و التعبير
[1]في كون الفاعل بالعناية غير الفاعل بالإرادة نظر فإن تصور
السقوط ممن قام على جذع عال علم واحد موجود في الخائف المدهوش الذي يسقط به و فيمن
اعتاد القيام عليه بكثرة التكرار و لا يسقط به كالبناء فوق الأبنية و الجدران
العالية و لو كان علة لم يختلف و الظاهر أنه من قبيل الفعل بالقصد فالصاعد فوق
الجدار العالي يعلم أنه يجب أن يعين واحدا من الثبات عليه و السقوط عنه غير أن شدة
الخوف و الدهشة جذبت نفسه إلى القصر على تصور السقوط فلم يبق عنده إلا تصور السقوط
فيسقط بخلاف المعتاد فإن الصورتين عنده موجودتان فلا يسقط لاختياره الثبات- و له
شواهد و نظائر في الإنسان المتوحش المدهوش المستشعر بالخطر الواقع في الهلكة فربما
يثبت عنده صورة الفرار فقط حبا للبقاء فيفر من غير ترو و ربما يثبت عنده صورة
الوقوع فيه- فيلقي بنفسه إلى التهلكة كالمستسبع و نحوه، ط مدة
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 223