نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 188
و إما أن يكون فيها ما يعاوق الأثر لكنه يزول عند حدوث ذلك الأثر
كالشعر إذا شاب عن سواد و إما أن لا يكون فيها معاوق و لا معاون كالتفه في قبول
الطعوم ففي هذه الأقسام يجوز أن يشبه المنفعل بالفاعل تشبها تاما مثل النار يحيل
الماء نارا و الملح يحيل العسل ملحا فإن الصور الجوهرية التي لهذه الأمور لا تكون
متفاوتة بالشدة و الضعف كما هو المشهور و المادة قابلة لآثار تلك الصور لكونها
مماثلة لمادة الفاعل و لا معاوق و لا منازع فيجب حصول تلك الآثار بتمامها و أما
إذا كان في المادة ما يعاوق الأثر و هو الاستعداد الناقص كالماء في قبوله للتسخن
من النار لأن طبيعته مانعة عن قبول هذا الأثر فهاهنا المنفعل أضعف من الفاعل على
كل حال لأن مادة المنفعل معاوق عن ذلك الأثر و ليس في مادة الفاعل معاوق و الشيء
مع العائق لا يكون كالشيء لا معه- و لهذا فغير النار إذا تسخن عن النار لا يكون
سخونته كسخونتها.
و أما الإيراد بحال الفلزات المذابة بالنار
و المسبوكات يكون سخونتها أقوى- من سخونة النار حيث يحترق اليد بها
بمجرد الملاقاة دون النار.
فالجواب بوجوه مذكورة في الشفاء من كونها غليظة لزجة بطيئة ملاقاة
اليد إياها عسرة الزوال هي عن اليد و كون النار غير صرفة بل ممازجة لغيرها ذات
سطوح كثيرة غير متصلة بل مختلطة بأجرام هوائية و أرضية كاسرة إياها من حاق حرها-
فالسخونة المحسوسة من الجواهر الذائبة أقوى من ما يحسن من النار و هذا كله إذا كان
النظر إلى حقيقتي العلة و المعلول المشتركتين في الماهية و أما إذا كان النظر إلى
وجوديهما فيستحيل تساويهما من جهة التقدم و التأخر لأن العلة مفيدة و المعلول
مستفيد الوجود فالنار الحاصلة من نار أخرى و إن تساويا في النارية لكن المفيدة
أقدم من المستفيدة لا في كونها نارا بل في أنها موجودة و كذا الأب يتقدم على الابن
لا في كونه إنسانا بل في كونه موجودا و أما إذا كان المعلول لا يشارك العلة في
الماهية و لا في المادة بل في الوجود فالحق أن الوجود في العلة أقوى و أقدم و أغنى
و أوجب لكن الشيخ ذكر أن التفاوت بين الوجودين لا يكون بالأشد و الأضعف و الأقوى و
الأنقص لأن الوجود
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 2 صفحه : 188