نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 6
الربانية و التدبر في الآيات السبحانية بدعة و مخالفة أوضاع جماهير
الخلق من الهمج الرعاع ضلالة و خدعة كأنهم الحنابلة من كتب الحديث المتشابه عندهم
الواجب و الممكن و القديم و الحديث لم يتعد نظرهم عن طور الأجسام و مساميرها- و لم
يرتق فكرهم عن هذه الهياكل المظلمة و دياجيرها فحرموا لمعاداتهم العلم و العرفان و
رفضهم بالكلية طريق الحكمة و الإيقان عن العلوم المقدسة الإلهية و الأسرار الشريفة
الربانية التي رمزت الأنبياء و الأولياء عليها و أشارت الحكماء و العرفاء إليها-
فأصبح الجهل باهر الرايات ظاهر الآيات فأعدموا العلم و فضله و استرذلوا العرفان و
أهله و انصرفوا عن الحكمة زاهدين و منعوها معاندين ينفرون الطباع عن الحكماء و
يطرحون العلماء العرفاء و الأصفياء و كل من كان في بحر الجهل و الحمق أولج و عن
ضياء المعقول و المنقول أسرج كان إلى أوج القبول و الإقبال أوصل و عند أرباب
الزمان أعلم و أفضل-
كم عالم لم يلج بالقرع باب منى
و جاهل قبل قرع الباب قد ولجا
و كيف و رؤساؤهم قوم أعزل من صلاح الفضل و السداد عارية مناكبهم عن
لباس العقل و الرشاد صدورهم عن حلي الآداب أعطال و وجوههم عن سمات الخير أغفال
فلما رأيت الحال على هذا المنوال من خلو الديار عمن يعرف قدر الأسرار- و علوم الأحرار
و أنه قد اندرس العلم و أسراره و انطمس الحق و أنواره و ضاعت السير العادلة و شاعت
الآراء الباطلة و لقد أصبح عين ماء الحيوان غائرة و ظلت تجارة أهلها بائرة و آبت
وجوههم بعد نضارتها باسرة[1]و
آلت حال صفقتهم خائبة خاسرة- ضربت عن أبناء الزمان صفحا[2]و طويت عنهم كشحا[3]فألجأني
خمود الفطنة و جمود الطبيعة لمعاداة الزمان و عدم مساعدة الدوران إلى أن انزويت في
بعض نواحي الديار و استترت بالخمول و الانكسار منقطع الآمال منكسر البال متوفرا
على فرض أؤديه و تفريط في جنب الله أسعى في تلافيه