responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 354

غيرها بعد تسويغ ذلك أولا و هو مستبين الفساد و قس عليه حال تكرر عدم شي‌ء واحد بعينه.

فإن قلت كثير من الحوادث الزمانية كان معدوما ثم يوجد ثم ينعدم فيكون عدمان لذات واحدة فإذا جاز ذلك في العدم جاز في الوجود أيضا كما اعترفت به.

قلت قد مر أن معنى عروض العدم لشي‌ء ليس إلا بطلانا صرفا للذات و ليسية محضة لها و ليس في الواقع معروض يضم إليه أو ينتزع منه العدم بل العقل يعين ذاتا و يضيف إليه مفهوم العدم فلا يتعدد عند العقل إلا بتكثر الملكات‌ [1] فلا ذات قبل الوجود و لا بعده حتى يقال إنها واحدة أو متعددة متماثلة و إنما يضيف العقل نسبة العدم إلى ذات يختص وجوده بزمان معين قبل وجوده و بعد وجوده.

و حاصل كون الشي‌ء كان معدوما قبل وجوده و سيكون معدوما بعد وجوده- انحصار وعائه الوجودي و ضيق استعداده عن الاستمرار و الانبساط سابقا و لاحقا- فالعدم ليس إلا عدما واحدا لا يتصف بالذات بالسبق و اللحوق بل إنما يتصور العقل‌ [2]


[1] و إذ لا ذات قبل و لا بعد و قد علمت أن تعدد العدم بتعدد الملكات فلا تعدد له، س ره‌

[2] و هذا هو المراد من العقل في قوله و إنما كان ذلك التصور وهميا لأنه أخذ فيه الماهية المطلقة مكان الهوية لأن نفس الماهية النوعية لزيد كانت ممكنة قبله و بعده لا ماهيته الشخصية لكن هذا هو المصحح لإطلاق العدم المقابل الماضوي و الاستقبالي عند المتكلمين و غيرهم لأن الشأنية أعم من شأنية الشخص و النوع إذ النوع تمام الذات المشتركة و لأن الوهم طمع و ترقب من تلك الهوية الدوام فجاء العدم و صار بزعمه- بئس البدل في أغلب أوقات وجوده و لم يعلم أن كل موجود زماني مرهون بزمانه الخاص فلكل كتاب و أجل.

و أيضا إن عدم الشي‌ء نقيضه و الوجود في زمان و العدم في زمان آخر ليسا نقيضين لعدم اتحاد الزمان فالعدمان السابق و اللاحق لم يطردا وجود الواقعي و لا ماهية و لا هوية له في حال العدم حتى يكون العدم طاردا له و وجوده الواقعي قد طرد العدم فلا أفول في تجليه سبحانه و لا تغير في عمله و لا هلاكه في وجوده‌

و قد ورد: يا من لا ينقص من خزائنه شي‌ء

و منشأ انتزاع الأعدام السابقة و اللاحقة الوجودات السابقة و اللاحقة و كون كل وجود مظهرا للأحد الذي ليس كمثله شي‌ء و في كل شي‌ء له آية تدل على أنه واحد- و لا عدم لوجود بما هو وجود بل كما ذكرناه في الحاشية السابقة لا ماهية للوجود فضلا عن الكم السيال فلا ماضي و لا آتي و لا أفول و لا دثور لأصل المعنى و الوجود إنما هي للصور و الماهية بما هي ماهية فمن قصر نظره على الوجود و المعنى و غمض بصره عن الصور و الماهيات لا يبقى عنده صباح و لا مساء لأن النفس في غاية اللطافة إذا جعلت شيئا قبلة توجهها و نصب عين بصيرتها تتزيا بزيه و تتصور بصورته معنى كان أو صورة، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست