نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 268
ما سطر أحد في كتاب لا أنا و لا غيري إلا في هذا الكتاب فهي يتيمة
الدهر و فريدته- فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقى لك الحضور فيها مع
الصور مثلها مثل الكتاب الذي قال تعالى فيهما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍفهو الجامع للواقع و غير الواقع و لا يعرف ما قلناه إلا من كان قرانا
في نفسه فإن المتقي الله يجعل له فرقانا انتهى كلامه و لا شبهة في أنه مما يؤيد ما
كنا بصدده تأييدا عظيما و يعين إعانة قوية مع اشتماله على فوائد جمة ستقف على
تحقيقها و تفصيلها في مباحث النفس إن شاء الله تعالى- فأتقن ما مهدنا لك كي ينفعك
في مباحث الوجود الذهني و الإشكالات الواردة عليه
فصل (2) في تقرير الحجج في إثباته و هي من طرق
الطريقة الأولى
أنا قد نتصور المعدوم الخارجي بل الممتنع كشريك الباري- و اجتماع
النقيضين و الجوهر الفرد بحيث يتميز عند الذهن عن باقي المعدومات- و تميز المعدوم
الصرف ممتنع ضرورة فله نحو من الوجود و إذ ليس في الخارج فرضا و بيانا فهو في
الذهن.
و اعترض عليه بأنه لا يجوز أن يحصل العلم بالمعدوم لأن العلم كما مر
عبارة عن الصور الحاصلة عن الشيء فصورة المعدوم إما أن تكون مطابقة له فيجب أن
يكون للمعدوم و خصوصا الممتنع ذات خارجية تطابقها صورته الذهنية و المعدوم لا ذات
له أو لا تكون مطابقة له فلا يحصل لنا العلم بالمعدوم إذ العلم عبارة عن صورة
مطابقة للمعلوم.
و أجيب عنه بأن المراد بحصول الصورة ليس أنه يحصل في الذهن شبح و
مثال له محاكاة عن الأمر العيني مغاير له بالحقيقة بل المراد بالصورة الذهنية هو
حقيقة المعلوم من حيث ظهورها الظلي الذي لا يترتب به عليها أثرها المقصود منها
فالعلم بالمعدوم لا يكون إلا بأن يحصل في ذهننا مفهوم لا يكون ثابتا في الخارج فلا
يجري
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 268