responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 265

الصور الكونية القائمة بالمواد و كل صورة صادرة عن الفاعل فلها حصول له بل حصولها في نفسها نفس حصولها لفاعلها و ليس من شرط حصول شي‌ء لشي‌ء أن يكون حالا فيه وصفا له‌ [1] بل ربما يكون الشي‌ء حاصلا لشي‌ء من دون قيامه به بنحو الحلول و الوصفية كما أن صور جميع الموجودات حاصلة للباري حصولا أشد من حصولها لنفسها أو لقابلها كما ستعلم في مباحث العلم و ليس قيامها به تعالى قياما حلوليا ناعتيا- و كل صورة حاصلة لموجود مجرد عن المادة بأي نحو كان فهي مناط عالمية ذلك المجرد بها سواء كانت قائمة بذاته أو لا و مناط عالمية الشي‌ء بالشي‌ء حصول صورة ذلك الشي‌ء له سواء كانت الصورة عين الشي‌ء العالم فيكون حصولها حصوله كعلم النفس بذاتها- أو غيره فيكون حصولها إما فيه و ذلك إذا كان الشي‌ء قابلا لها و إما عنه و ذلك إذا كان فاعلا لها فالحصول للشي‌ء المجرد الذي هو عبارة عن العالمية أعم من حصول نفسه أو الحصول فيه أو الحصول له فللنفس الإنسانية في ذاتها عالم خاص بها من الجواهر و الأعراض المفارقة و المادية و الأفلاك المتحركة و الساكنة و العناصر و المركبات و سائر الحقائق يشاهدها بنفس حصولاتها لها لا بحصولات أخرى و إلا يتسلسل و ذلك لأن الباري تعالى خلاق الموجودات المبدعة و الكائنة و خلق النفس الإنسانية مثالا لذاته و صفاته و أفعاله فإنه تعالى منزه عن المثل لا عن المثال فخلق النفس مثالا له ذاتا و صفاتا و أفعالا ليكون معرفتها مرقاة لمعرفته فجعل ذاتها مجردة عن الأكوان و الأحياز و الجهات و صيرها ذات قدرة و علم و إرادة و حياة و سمع و بصر و جعلها ذات مملكة شبيهة بمملكة بارئها يخلق ما يشاء و يختار لما يريد إلا أنها و إن كانت من سنخ الملكوت و عالم القدرة و معدن العظمة و السطوة فهي ضعيفة الوجود و القوام‌


[1] كون ما وجوده في نفسه عين وجوده لغيره وصفا ناعتا لما يوجد له مما لا ينبغي الارتياب فيه فإن وجود الشي‌ء لا يكون لغيره إلا إذا كان للغير ثبوت في نفسه و طرد هذا الوجود الغيري عدما من أعدامه و لا نعني بالوصف إلا ذلك فكل موجود لغيره وصف لذلك الغير إلا أنه إنما يكون له وصفا في المرتبة التي طرد العدم عنه فيها لا غير- و المعلول و إن كان وجوده في نفسه عين وجوده لعلته لكنه إنما يطرد العدم عن العلة في مرتبة كمال فعلها الزائد على ذاتها و من هنا تحدس إن كنت ذا لب أن هذا هو الملاك في انتشاء صفات الواجب الفعلية فليكن عندك إجماله حتى يوافيك تفصيله إن شاء الله تعالى، ط

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست