نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 200
و لم يحصل إفادة وجودها من الجاعل لا يمكن الحكم عليها بأنها هي أو
بأنها ممكنة- و إن كان كونها هي أو كونها ممكنة من أحوالها السابقة على وجودها و
صفات وجودها- و قد علمت تقدم الماهية بحسب العقل على موجوديتها تقدم الموصوف على
الصفة- فقس عليها تقدم أحوالها الذاتية على أحوالها الوجودية و أما في الخارج من
اعتبار العقل فلا موصوف و لا صفة متميزا كل منهما عن صاحبه بل شيء واحد هو الوجود
و الموجود بما هو موجود ثم العقل بضرب من التعمل و التحليل يحكم بأن بعض الموجود
يقترن به- معنى غير معنى الوجود و الموجود و يتصف أحدهما بالآخر في العقل و العين
على التعاكس- لأن اللائق بالعقل تقدم الماهية على الوجود لحصولها بكنهها فيه و عدم
حصول الوجود بالكنه فيه كما مر و اللائق بالخارج تقدم الوجود على الماهية إذ هو
الواقع فيه بالذات فهو الأصل و الماهية تتحد معه اتحادا بالعرض فهي العارض بهذا
المعنى اللطيف الذي قد غفل عنه الجمهور.
و الحاصل أن الحكم على ماهية ما بالإمكان إنما هو بحسب فرض العقل
إياها مجردة عن الوجود أو مع قطع النظر عن انصباغها بنور الوجود و إما باعتبار
الخارج عن فرض العقل إياها كذلك فهي ضرورية بضرورة وجودها الناشئة عن الجاعل التام
بالعرض و ليست لها بحسب ذاتها صفة من الصفات لا ضرورة و لا إمكان و لا غيرهما أصلا.
و الفرق بين المعدوم الممكن و المعدوم الممتنع هو أن العقل بحسب
الفحص يحكم بأن المعدوم الممكن لو انقلب من الماهية التقديرية إلى ماهية حقيقية
مستقلة- كان الإمكان من اعتبارات تلك الماهية بخلاف الماهية التقديرية الممتنعة
فإنها و إن صارت ماهية حقيقية مستقلة بحسب الفرض المستحيل لم ينفك طباعها عن
الامتناع و لم يصلح إلا إياه لا أن المعدوم بما هو معدوم موصوف بالإمكان و
الامتناع كيف و المعدوم ليس بشيء فحينئذ من أين ماهية قبل جعل الوجود حتى يوضع
أولوية الوجود أو شيء ما من الأشياء بالقياس إليها فأما[1]تجويز نفس كون الشيء مكون نفسه
[1]كما في الأولوية الذاتية الكافية السادة لباب الافتقار إلى
الصانع تعالى فإن الأولوية إما ذاتية و إما غيرية و كل واحدة منهما إما كافية في
تحقق الممكن و إما غير كافية و كلها عند التحقيق فاسدة لكن بعضها أفسد من بعض، س
ره
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 200