نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 198
العلة المقتضية له فالماهية الإمكانية لم تخرج و لا تخرج أبدا بحسب
نفسها من كتم البطون و الاختفاء إلى مجلى الظهور و الشهود فهي على بطلانها و
بطونها و كمونها أزلا و أبدا و إذا لم يتصف بأصل الوجود فعلى الطريق الأولى بسائر
الصفات الخارجية التي هي بعد الوجود فلم يتصف بشيء من الحالات الكمالية و الصفات
الوجودية إلا نفس الوجود- و الماهية في جميع تلك الصفات تابعة للوجود و كل نحو من
أنحاء الوجود تتبعه ماهية خاصة من الماهيات المعبر عنها عند بعضهم بالتعين و عند
بعضهم بالوجود الخاص- تابعية الصورة الواقعة في المرآة للصورة المحاذية لها فكما
أن العكس يوجد بوجود ذي العكس و يتقدر بتقدره و يتشكل بتشكله و يتكيف بتكيفه و
يتحرك بتحركه و يسكن بسكونه و هكذا في جميع الصفات التي تتعلق بها الرؤية كل ذلك
على طريق الحكاية و التخيل لا على طريق الأصالة و الاتصاف بشيء منها بالحقيقة
فكذلك حال الماهية بالقياس إلى الوجود و توابعه فإن الماهية نفسها خيال الوجود و
عكسه- الذي يظهر منه في المدارك العقلية و الحسية فظهر ما ذهب إليه المحققون من
العرفاء- و الكاملون من الأولياء أن العالم كله خيال في خيال.
قال الشيخ العارف المتأله محي الدين الأعرابي في الباب الثالث و
الستين من الفتوحات المكية إذا أدرك الإنسان صورته في المرآت يعلم قطعا أنه أدرك
صورته بوجه و أنه ما أدرك صورته بوجه لما يراه في غاية الصغر لصغر جرم المرآة أو
الكبر لعظمه و لا يقدر أن ينكر أنه رأى صورته و يعلم أنه ليس في المرآة صورته- و
لا هي بينه و بين المرآة و ليس بصادق و لا كاذب في قوله رأى صورته و ما رأى صورته-
فما تلك الصورة المرئية و أين محلها و ما شأنها فهي منفية ثابتة موجودة معدومة
معلومة مجهولة أظهر سبحانه هذه الحقيقة لعبده ضرب المثال ليعلم و يتحقق أنه إذا
عجز و حار في درك حقيقة هذا و هو من العالم و لم يحصل علم بحقيقته فهو بخالقها إذن
أعجز و أجهل و أشد حيرة
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 198