responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 118

الخطاء و الصواب و إليه يرجع حكم الكفر و الإيمان و التفاضل بين العرفاء و المراتب بين الناس بخلاف النحو الأول فإنه لا يتطرق إليه الخطاء و الجهالة أصلا كما في الفارسية-

دانش حق ذوات را فطرى است‌

 

دانش دانش است كان فكرى است‌

 

. فإذن قد انكشف أن مدركات الخمس كمدركات سائر القوى الإدراكية مظاهر الهوية الإلهية التي هي المحبوب الأول و المقصود الكامل للإنسان فبعينه يشاهده و ينظر إليه لا على وجه يعتقده الأشاعرة و بأذنه يسمع كلامه و بأنفه يشم رائحة طيبة و بجميع ظاهر بدنه يلمس لا على وجه يقوله المجسمة تعالى عن ذلك علوا كبيرا- فيدرك المحبوب الحقيقي بجميع القوى و الجوارح مع تقدس ذاته عن الأمكنة و الجهات- و تجرد حقيقته عن المواد و الجسمانيات و ما ذكرناه مما أطبق عليه أهل الكشف و الشهود الذين هم خلاصة عباد الله المعبود بل جميع الموجودات عندهم بالمعنى الذي ذكرناه عقلاء [1] عارفون بربهم مسبحون له شاهدون لجماله سامعون لكلامه- و إليه الإشارة [2] بقوله تعالى‌ وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ‌ و التسبيح و التقديس لا يتصوران بدون المعرفة و قوله تعالى‌ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌ دليل واضح على كون كل من الموجودات عاقلا


[1] فيه إشارة لطيفة دقيقة عميقة إلى كون هذا النحو من الشهود الفطري- و الظهور الحضوري عقليا مع كون المظاهر و المشاعر حسية فإنه سبحانه تعرف إلى كل شي‌ء فظهر لكل شي‌ء و في كل شي‌ء لكن بظهور مقدس عن التحديد منزه عن التجدد و بحضور غير محدود

كما ورد في الحديث النبوي: غائب غير مفقود حاضر غير محدود

و السر فيه هو أن الوجه الذي به يواجه كل شي‌ء ربه تعالى شأنه و به يرتبط به سبحانه- مطلق مقدس عن الحصر و التحديد إذ المقيد لا يخلو من المطلق بل يتقوم به و هو معه و ليس من شرط المطلق أن يكون جزءا للمقيد كما توهمه العامة لأن المطلق الذي يكون جزءا بالحقيقة يكون مقيدا بالحقيقة لكون الجزء فقيدا للجزء الآخر و كل فقيد مقيد كما لا يخفى على أولي النهى و المطلق الحق داخل في المقيدات لا كدخول شي‌ء في شي‌ء- و خارج عنها لا كخروج شي‌ء عن شي‌ء سبحان الذي عمت رحمته و شملت قدرته و هو على العرش استوى، ن ره‌

[2] أقول بيان ذلك و إن البيان من العيان أن الكلام المتعارف عند الجمهور يسمى كلاما لكونه موضوعا بحيث يكون حضور خصوصيات الأصوات منشأ لحضور خصوصيات الأشياء عند النفس و ينتقل منها إليها مع جريان العادة بذلك فلو فرضنا خصوصيات حركات أو كيفيات أخر سوى الكيفيات المسموعة موضوعة بإزاء خصوصيات الأشياء المدلولة بحيث يجري العادة بالانتقال منها إليها و حضور الثانية بمجرد حضور الأولى كما في الأصوات كانت كلمات بلا شائبة مجاز و كانت حال الأصوات حينئذ كحال الحركات و الكيفيات الأخر محسوسة أو غيرها إلا أن في عدم الدلالة على معنى و كون الكلام صوتا من الأمور الاتفاقية لا أنه لو لم يكن صوتا لم يكن كلاما و إنما اختاروا الأصوات المتقاطعة في الفم لكونها أسهل تأدية و أسرع وصولا و إلا فهي موجود من الموجودات في العالم و كيفيات مسموعة مثل كيفيات محسوسة أخر فالمناط في الكلام الوضع مع تكرار حضور الموجودات المدلولة عند حضور الموجودات الدالة إذا عرفت هذا فنقول كل وجود له دلالة ذاتية على خصوصية جمال أو جلال في مبدإ كل جمال و جلال بوضع إلهي ذاتي من عرف تلك الدلالة و ذلك الوضع عرف تسبيحها و تلك الدلالة و ذلك الوضع لما كانا ذاتيين كانا باقيين غير متبدلين و كانا مجتمعين مع الدلالة و الوضع للأشياء إذ الأولان طوليان و الأخيران عرضيان كما أنهما عرضيان أيضا و ما بالعرض يزول و قد جاء سفراء الحق لتبيين الأوضاع الإلهية و تأسيس زوال الدلالات العرضية و إني لأسمع ذكر الأذكار و حمد المحامد- و أرى من يذكر الله تعالى لا عن قلب حاضر بل عن خواطر متشتتة و ذكره يذكر الله و لا يشعر الذاكر به و إذا عرفت أنها كلمات بالحقيقة فإذا أضيفت إلى الحق تعالى كان تكلمه تعالى و إذا أضيفت إلى الأعيان و الماهيات كان تحميدها و تسبيحها و قد أشير في الآية الشريفة إلى المقامين بقوله‌ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‌ أي يسبح كل شي‌ء بتسبيحه تعالى لنفسه و على قراءة يفقهون بالياء المثناة من تحت كان المعنى لا يعلمون علما تركيبيا.

إن قلت هب أنك صححت كون الوجودات كلمات فكيف يكون للموجودات إدراكات- حتى للأجسام و الجسمانيات.

قلت لشعورها وجوه منها أن الوجود عين الشعور و الإرادة و القدرة و نحوها- و لا سيما عند الإشراق و منها معية أرباب أنواعها و منها معية رب الأرباب و كيف تصير معية النفس لجسم إياه شاعرا و لا يجعله شاعرا معية روح الأرواح معية أشد من معية النفس بالجسد، س ره‌

نام کتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست