responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 99

حقيقة واحدة بسيطة شاملة لجميع الأشياء جامعة للجواهر و الأعراض توجد تارة مفارقة عن الماهيات كلها و تارة يكون متحدة بالجوهر و تارة متحدة بالعرض من غير أن يلزم كون القائم بذاته عارضا للأعراض و لا يكون الوجود مقولا بالاشتراك الاسمي على الجواهر و الأعراض فما هو الجواب و الحل هاهنا يكون جوابا و حلا هناك‌ قوله و ليس لقائل أن يقول إن هذه الوحدة إنما لا يفارق على سبيل ما لا يفارق المعاني العامة قائمة دون فصولها كما لا يفارق الإنسانية الحيوانية إلى آخره‌ تقرير هذا الاعتراض أن امتناع مفارقة الوحدة بهذا المعنى عن الموضوعات لا يدل على عرضيتها لأن امتناع مفارقة الشي‌ء عن الموضوعات و الخصوصيات سببه أحد الأمرين إما الإبهام العمومي أو القصور الوجودي فالأول كالمعنى الجنسي مثل الحيوان بما هو حيوان فإنه لإبهامه يحتاج إلى فصل محصل لمعناه كالناطق فلا يمكن مفارقة المعنى الجنسي كالحيوانية عن موضوعه النوعي كالإنسانية و الثاني كالعرضية فمجرد امتناع المفارقة لا يصير دليلا على العرضية إذ ربما كان منشأ الإبهام الجنسي فإن الحيوانية معنى جوهري و لا يوجد مفارقا عن الخصوصيات و المواد حتى يكون حيوانا بحتا بلا ناطق و صاهل و غيرهما و الجواب أن امتناع مفارقة الوحدة للموضوعات ليس سببها الإبهام الجنسي إذ الوحدة معنى نوعي محصل ليست نسبة ما فرض منها أعم إلى ما فرض أخص نسبة المنقسم إلى المنقسم إليه بفصل مقوم يعني نسبة الجنس إلى النوع لأن الوحدة ليست معناها جزء معنى جوهر أو عرض و لا هي داخلة في حدود الماهيات الجوهرية و العرضية بل نسبتها إلى الأشياء نسبة معنى محصل عرضي لازم عام امتاز أفرادها ليس بذواتها و لا بأمور مقومة لأفرادها بل بما أضيف إليها من الموضوعات فوحدة الإنسان امتازت عن وحدة الفرس لا بذاتيهما بل بما أضيفتا إليه و إذا أشرنا إلى بسيط واحد منه أي أشرنا إلى مبدإ اشتقاق الواحد لا المشتق المركب منه و من الموضوع كالأبيض كان ذلك البسيط متميز الذات أي متميزا الحقيقة النوعية عن التخصيص الذي لحقه من جهة الموضوع لا كاللونية التي في البياض إذ لا يتميز حقيقته عن حقيقة البياض و كذا اللونية التي في السواد لا يتميز في الوجود عن السواد فظهر أن معنى الوحدة معنى محصل الذات متميزة في ذاتها عما نسبت إليه و مخصصاتها أمور خارجة عنها وجودا و ماهية ليست كالفصول المقومة للجنس فامتناع مفارقتها للمخصصات و الموضوعات ليس من جهة إبهام معناها فإذا صح و ثبت أن الوحدة يمتنع مفارقتها عن الموضوع فصح و ظهر أن المحمول الذي هو مفهوم الواحد بما هو واحد أمر لازم مشتق الاسم من اسم موضوع لمعنى بسيط هو المسمى بالوحدة و هو عرض لأنه موجود في الموضوع لا كجزء منه و لا يصح مفارقته منه و إذا كانت الوحدة عرضا فالواحد الذي بحسب المفهوم مؤلف منها و من شي‌ء ما على الإطلاق يكون عرضا إذ لا فرق بين البسيط و المشتق منه إلا بالاعتبار و الاسم اللهم إلا أن يراد بالمشتق الأمر المركب من الموضوع الخاص و المبدأ كالأبيض إذا أريد به الجسم و البياض القائم به و هو معنى خارج عن مفهوم المشتق منه بل العرض الذي هو المبدأ و العرض الذي هو المحمول أمر واحد بالذات متغاير باعتبار التعين و الإبهام فإن ثبت أن الوحدة عرض فالواحد كذلك هذا شرح ما رامه الشيخ و لنا في هذا المقام معه مقاومات علمية و مباحثات حكمية فإن فيما ذكره بعضه أمور صحيحة و بعضه أمور متزلزلة مضطربة لما أن الوحدة ليست معنى جنسيا و الجواهر و الأعراض ليست بالقياس إليها كالفصول المقومة و لا قسمتها إليها قسمة الجنس إلى الأنواع فكلام صحيح لا مزية فيه و كذا كون الوحدة و الواحد بما هو واحد أمرا بسيطا خارجا معناه عن معنى الماهيات الجوهرية و العرضية حق و صدق و أما أن الوحدة معنى واحد لا اختلاف بين أفرادها إلا بسبب أمور خارجة هي ما أضيفت إليها فليس كذلك لأن الوحدة في الأعيان ليست كسائر الأمور الإضافية و النسبية التي لا أفراد لها إلا الحصص المتعددة بتعدد ما أضيفت إليه لا غير كالإمكان و الفردية و الزوجية و الفوقية و العلية و المعلولية و الوجود عند من رأى أنه نفس الموجودية المصدرية و كذا الوحدة عند من رأى أنها نفس الواحدية لا غير فمثل هذه الأشياء صح ما ذكره الشيخ فيه من أنه لا يختلف إلا بالخارجيات كيف و الوحدة العددية و الاتصالية و النوعية و الجنسية ضروب من الوحدة متخالفة في ذاتها لا بسبب النسبة إلى ما نسبت إليه فالوحدة وحدة نفسها أولا و بالذات‌

ثم وحدة غيرها من الماهيات المضافة إليها إن أضيفت و الوحدة الاتصالية هي اتصال نفسها أولا ثم اتصال ما هو فيه كالماء و ليست الوحدة كالوجود كما هو المشهور و عليه الجمهور من أنها يتكثر بتكثر الموضوعات و يتميز بتميزها بل الأمر بالعكس عند التحقيق و بالجملة حال الوحدة في جل الأمور بل في كله كحال الوجود عند الراسخين في العلم بهما فهي و إن لم يكن جنسا للأشياء لكنها مختلفة بالكمال و النقص و الشدة و الضعف و التجرد و التعلق و الجوهرية و العرضية بالوجه الذي سبق بيانه فهي مع الجسم جسم و مع‌

نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست