responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 7

كون ذلك قريبا من الوضوح لا يوجب الاستغناء به عن البرهان إذ كل ما لا يكون بينا بنفسه سواء كان قريبا من الوضوح أو لا فهو عند الحكيم محتاج إلى البرهان إذ لا تعويل إلا عليه كما قال تعالى تعليما لرسوله‌ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* و كقوله‌ وَ مَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ‌ ألا يرى أن كثيرا من المسائل الهندسية قريب من الوضوح و مع ذلك يبرهن عليه في كتاب أقليدس كقولك كل ضلعين من المثلث فهما معا أطول من الثالث‌ قوله فبين أيضا أنه ليس البحث عنها يريد إبطال شق آخر من الاحتمالات الأربعة المذكورة أولا في فرض البحث عن الأسباب القصوى و هو أن يكون البحث عن كل واحد واحد من الأربعة من حيث هو ذلك الواحد بخصوصه لا من حيث إنه سبب مطلق بأن ذلك أيضا قد بين مما ذكر في شق الأول لأنه كما أن البحث عن أحوال الأسباب الأربعة القاصية بما هي أسباب مطلقة يتوقف على إثبات وجودها مطلقا و إثبات وجودها مطلقا لا يقع إلا في هذا العلم كذلك البحث عن أحوال كل واحدة واحدة من العلل القاصية بخصوصها يتوقف على إثبات وجودها الخاص و إثبات وجودها الخاص لا يقع إلا في هذا العلم فيلزم المحذور المذكور و هو أن يطلب موضوع علم في نفس العلم الذي يبحث عن أحوال ذلك الموضوع فلفظة بين بصيغة الفعل المجهول لا بصيغة الاسم كما توهمه بعض المعاصرين‌ قوله و لا أيضا من جهة ما هي جملة ما و كل هذا إبطال الشي‌ء الثالث من تلك الشقوق الأربعة الذي وقع رابع الاحتمالات في الذكر أولا قوله لست أقول جملي و كلي‌ لأن ذلك يرجع إلى الاحتمال الذي مر إبطاله أولا و قد علم الفرق في المنطق بين الكل و الكلي و هكذا يكون الفرق بين الجملة و الجملي و في بعض النسخ وقع مجمل بدل الجملي و المجمل عند الأصوليين عبارة عن المشترك اللفظي‌ قوله و إن لم يكن كذلك في جزئيات الكلي‌ أي العلم بالكل يتوقف على العلم بجزئه و أما العلم بالكلي فغير متوقف على العلم بجزئيه بل ربما يكون الأمر فيه بعكس ذلك إذا كان الكلي ذاتيا لجزئيه و العلم بذلك الجزئي علما بالكنه‌ قوله باعتبار قد علمته‌ و هو أن لا يكون للكلي اعتبار صيغة بحسها يفتقر ملاحظة إلى ملاحظة الجزئيات أولا ككون الكلي جنسا أو نوعا فإن كون الكلي كالحيوان مثلا جنسا بالمعنى المنطقي يتوقف اعتباره على العلم بجزئيات مختلفة الحقائق لا من حيث كونها ذوات جنس فإن ذلك المعنى لا يمكن تعقله في الجزئيات إلا مع تعقل مضايفه في الكلي و هو كونه جنسا و إنما المقدم تعقله على تعقل الكلي من جهة هذا الاعتبار هي ذوات الجزئيات لا وصفها كما حقق في مقامه‌ قوله و أما إن كان النظر في الأسباب من جهة ما هي موجودة هذا رابع الاحتمالات في كون الموضوع في هذا العلم هو الأسباب القصوى و قد وقع في الذكر السابق أولا و إنما أخره الشيخ في البيان لأنه الاحتمال الصحيح مع كونه خلفا فإنه قد وقع البحث عن الأسباب الأربعة بما هي موجودة في هذا العلم لأن كل ما يبحث عنه من حيث كونه موجودا مطلقا من غير أن يكون نوعا تخصص الاستعداد طبيعيا أو تعليميا فحري بذلك البحث أن يكون في هذا العلم‌

[الفصل الثاني في تحصيل الفلسفة]

قوله و لم يكن من جهة ما هو موجود البحث عن الجسم الطبيعي من هذه الجهات الثلاثة أعني الموجودية و الجوهرية و التركيب من الهيولى و الصورة إنما يقع في العلم الإلهي و العلم الأعلى إلا في الطبيعي و العلم الأسفل لأن البحث عن وجود الشي‌ء و عن مقومات وجوده و مقومات مهيته في ضمان العلم الذي هو فوق علم يبحث فيه عن العوارض الذاتية لذلك الشي‌ء فالبحث عن وجود الجسم الطبيعي في ضمان العلم الأعلى الذي موضوعه الموجود بما هو موجود لأنه من أقسامه الأولية و البحث عن الأقسام الأولية للشي‌ء بحث عن عوارضه الذاتية و كذا البحث عن جوهريته لأنه بحث عن مقوم مهيته و كذا البحث عن الهيولى و الصورة لأنه بحث عن مقوم وجوده إذ بهما يتم وجوده فعند ذلك يصلح لأن يصير موضوعا لصناعة أخرى فيأخذه صاحب تلك الصناعة من يدي الفلسفي الذي قد تمم صنعة العلمي فيه فيشرع هذا الصانع الآخر في صنعة المختص به و هو تحت الصنع الأول لأن هذا في اللواحق و ذلك في المقومات‌ قوله و العلوم التي تحت العلم الطبيعي إلى آخره‌ علوم الطبيعي بعضها أصول هي فوق و بعضها فروع هي تحت و أصولها ثمانية أقسام الأول ما يعرف فيه الأحوال العامة للطبيعيات و يسمى سمع الكيان و الثاني يعرف فيه أحوال الأجسام البسيطة و الحكمة في صنعها و نضدها و غير ذلك و يسمى علم السماء و العالم و الثالث يعرف فيه أحوال الكون و الفساد و التوليد و التوالد و كيفية اللطف الإلهي في انتفاع الأجسام الأرضية من أشعة السماويات في نشوها و حياتها و استبقاء الأنواع على فساد الأشخاص بالحركتين السماويتين اللتين إحداهما شرقية سريعة و الأخرى غربية بطيئة و يشتمل عليه كتاب الكون و الفساد و الرابع يبحث فيه عن كائنات الجو و المركبات الناقصة فيشمل عليه كتاب الآثار العلوية و الخامس يبحث فيه عن أحوال المركبات الجمادية و يشتمل عليه كتاب المعادن و السادس علم النبات و السابع يشتمل عليه كتاب‌

نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست