responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 240

بصفاته و التحقيق أن جوهر النفس و إن كان موجودا بوجود واحد لكن وحدتها ضرب آخر من الوحدة فهي بذاتها يكون في البدن و بذاتها منفصل عنه فهي فيه و لا فيه حسب مراتبها في الوجود الجمعي فهي من حيث هي في البدن تفعل بفعله و ينفعل بانفعاله و من حيث كونها مفارقا عنه لا يؤثر في شي‌ء من ذوات الأوضاع فهكذا يجب أن يتصور الحال في النفس ما دامت نفسا لكن إدراكه صعب على كثير من أذهان العلماء فضلا عن غيرهم و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

[في بيان شبهة زيادة المعلول على العلة]

قوله فإن قال قائل إن النار قد تذيب الجواهر إلى آخره‌ لما ذكر الشيخ من أقسام المستعدات التامة ما يشتمل على طبيعة تمانع الذي ينفعل به عن الفاعل و حكم عليها بأنه لا يمكن أن يساوي الفاعل أو يزيد عليه فيما حصل فيه من ذلك الفاعل ورد عليه الإشكال بحال الفلزات المذابة بالنار و المسبوكات بأن سخونتها أقوى من سخونة النار حيث يحترق اليد منها بمجرد الملاقات دون النار فأجاب عنه بأن فيها وجودها عديدة من الأمور غير الحرارة هي الباعثة لأن يظهر من الفلزات الذاتية أثر السخونة أقوى من النار و هي كونها غليظة لزجة يبطؤ بها ملاقاة اليد إياها و كون لصوقها باليد عسر الزوال و كونها متحدة السطح غير مخالطة لأجسام مخالفة لها في التأثير و كون النار غير صرفة بل ممازجة بغيرها من أجرام هوائية كاسرة إياها من حاق حرها فهاهنا أمور ثلاثة بعضها أقرب من الظهور من بعض أحدهما ما هو في المسبوك و هو كونه غليظا لزجا يوجب التشبث باليد و بطء الانفصال منها فلا يفارقها إلا في زمان له قدر بالإضافة إلى زمان ملاقاة النار و إن لم يكن التفاوت مدركا للحس لكن الدليل يوجبه و قد تقرر أن ازدياد زمان الفعل من الفاعل يوجب اشتداده فالفاعل الضعيف القوة ربما يفعل فعلا أقوى لطول المدة من الفاعل القوي في مدة قصيرة و ثانيها ما هو في النار و هو أن هذه النار المحسوسة إنما هي مركبة من أجزاء نارية حقيقية و أجزاء أخرى أرضية متصعدة بتبعيتها يخالطها بنحو الامتزاج لا بنحو الاتصال بل يتخللها الهواء من خارج على سبيل التجدد بأن نوارد عليها شيئا بعد شي‌ء و كلما يرد ينفصل عنها و يتحدد بدله و الوارد عليها هواء بارد فيكسر برودته كيفية الحرارة قبل أن يتسخن بها و يصير نارا مثلها لأن صيرورته نارا جوهريا يستدعي زمانا أقل من زمان استحالة النار في الكيفية و مع ذلك فإن النار سريعة الحركة في الصعود و الانفصال عن اليد فلا يبقى جزء منها مماسا لليد زمانا حتى يؤثر فيها تأثيرا محسوسا بل ينحدر من العضو اللامس سريعا و قوله فيما لم يجتمع تأثيرات غير محسوسة كثيرة لا يؤدي إلى قدر محسوس و ذلك في مدة لها قدر الباء للسببية و السبب هاهنا عدم سلب التأثير فإن عدم العلة لشي‌ء علة لعدمه و معناه أن النار التي تلاقي يد اللامس لخفتها و سرعتها في الحركة ينفصل عنها بسرعة و لكن يلاقي اللمس جزءا آخر من النار بدل الجزء المنفصل فلو كان لليد مكث صالح فيها لأمكن أن يجتمع في اللامس تأثيرات متعددة مجموعها له قدر محسوس في التأثير و إن لم يكن واحد واحد محسوسا فما لم يجتمع تلك التأثيرات لم يحصل هذا الأثر المحسوس و أما الفلز المذاب فإن أجزائه مجتمعة متصلة اتصالا وحدانيا لا اتصالا امتزاجيا فلها سطح واحد و أنها ثقيلة الطبع لا يتحرك بسرعة في الانفصال عن العضو فكان ما به الملاقاة بين اليد و المسبوك سطحا واحدا متصل الأجزاء فبتطابق المتلاقيان بالكلية و ليس كذلك ما يلاقي العضو من النار المحسوسة الغير الحقيقية فلا يوجد لها سطح واحد ناري لتركب سطحها مع سطح ما يخالطها من الأجزاء الهوائية الباردة بالقياس إليها فلا يلاقي اللامس البارد بكليتها بما هي نار فلا يؤثر تأثير الملاقي بكليته إلا أن يمضي مدة يتعاقب فيها المماساة فيقوى التأثير لكثرة الأفاعيل أو يبقى فعل واحد ببقاء فاعله و هو السطح الملاقي من غير تبدل فيتسلط و يقوى الفعل و الفرق بين الوجهين باعتبار العدة في أحدهما و المدة في الآخر كما هو الأمر في سائر الاستحالات الطبيعية من أن التأثير يشتد في القابل إما بمؤثر قوي التأثير أو بكثرة المؤثرات الضعيفة أو بطول زمان التأثير من مؤثر ضعيف و قوله و أما النار المحقونة في الكيران كأنه سؤال و جواب و هو أنكم ادعيتم أن النار المحسوسة أقل تأثيرا من السبيكة في التسخين لكونها مختلطة بالغير فما يقولون في مثل النار المحصورة في كور الحدادين و هي النار الشفافة الغير المحسوسة بالبصر لقوتها على إحالة ما يخالطها من الأجزاء الهوائية ثم لا يرد عليها شي‌ء من خارج لكونها محقونة في الكيران فأجاب بأن تلك النار أعظم تأثيرا من المسبوكات و غيرها و أسرع زمانا في التأثير من غيرها في تلك الأمور و ذلك لاجتماعها حيث لا يرد عليها هواء من خارج أو صرافتها لقوتها على إحالة ما كان خالطها أو لا و ثالثها هو اختلاف حال اليد في المرور على النار و المرور على السبائك فاليد قادرة على قطع الأجسام اللطيفة كالنار و الهواء بسرعة لا يمكن‌

قطع غيرها بمثل تلك السرعة لكثافتها و ذلك لأن المعاوق في أحدهما ضعيف و في الآخر قوي و لا يبعد

نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست