نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 90
و هذا الصعق هو نهاية الأجل المسمى عنده و هو الأجل الروحاني الذي
بدؤه قبل الأجسام بألفي عام، و نهايته هذا الصعق المشار إليه، ثم يجيء هذا الصعق
بالنفخة الثانية بمزيد اقتضاء التجلي الأكمل في المظهر الأعظم للأسماء الإلهية
الباطنية التي نبه عليها بقوله صلى اللّه عليه و آله «فأحمدهبمحامد لا أعرفه الآن».
فعن التجلي الأعظم، ظهر المظهر الأعظم، و من المظهر الأعظم ظهرت
الأسماء الباطنة، و عن ظهور الأسماء الباطنة اتسع العرش و لاتساع العرش تضاعفت
الحملة فصارت ثمانية، لقوله:
«وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ (فَوْقَهُمْ)
يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ»و عن تضاعفها
بدلت السماء غير السماء و الأرض غير الأرض لقوله:
«وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها»فتوسعت دائرة دار الآخرة، و عن توسيعها أنشئ
الإنسان إنشاء الآخرة الروحانية، فكانت الروح هي المشهودة المباشرة للأحكام و
المؤثرة للآثار، و النفس و الجسم من لوازمها و آثارها، و الإمدادات من اللّه صارت
متصلة بهما بواسطة الروح، و دخل المؤمن الجنة على الخلق القوي و على أحسن تقويم،
فهذا ما جرى على لسان القلم، و إن لم يكن مناسبا لطور أهل البحث عصمنا اللّه عن
جحود المنكرين و عناد المستكبرين و اللّه الهادي إلى سبيل أهل اليقين و به
الاستعاذة من شر الشياطين و جنود إبليس أجمعين.
حكمة إيمانية و حجة قرآنية
الكتب الإلهية و الآيات الكلامية قائلة بأن العالم بأسره حادث زماني،
لأن الغرض من خلق العالم ليس نفسه بل هو أشرف منه، فإن الطبائع الجسمانية و ما في
حكمها لا يمكن أن يكون هي الغاية الأقصى في الوجود، بل البرهان الحكمي ناهض على أن
للطبائع غايات أخرى هي أعلى منها، و كلما هو أعلى من الطبيعة الكونية لا يكون
وجوده في هذا العالم بل في عالم آخر.
فثبت بالبرهان أن هذا العالم بأسره واقع تحت الفساد و يلحقه العدم و
الانقراض، و ما يلحقه العدم و الانقراض فهو حادث زماني لا محالة، فالعالم
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 90