responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 75

تعالى: «وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‌ مَرْيَم وَ رُوحٌ مِنْهُ» و هي متصلة بالحق الأول اتصال الشعاع بالشمس، و لهذا أضيفت إليه تعالى بقوله: «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ» و إنما وصفت بأنها تامات، إذ جميع ما لها من الكمال هو بالفعل، ليس فيها شوب قوة استعدادية و لا كمال ينتظر و لا أحوال مترقبة الحصول. و قد يعبر عنها بعالم الأمر كما يعبر عن الأجسام و ما معها بعالم الخلق، قال تعالى: «أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ» فجميع ما في عالم الأجسام إنما يصدر عن المبدإ الأعلى بواسطته. و قد يعبر عنها بقوله تعالى: «إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‌ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» و قال: «لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى‌ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» و الأسماء متكثرة و المسمى واحد باعتبار حيثيات مختلفة، فمن حيث يقع بها إعلام الحقائق من اللّه، يقال لها الكلمات، و من حيث يجب بها وجود الكائنات كل في وقته، يقال أمر اللّه و قضاؤه الحتمي، و من حيث يكون بها حياة الموجودات يقال لها روح‌ «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» و هي في ذاتها واحدة «وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ» و إنما يتعدد، بتعدد أنواع الآثار «وَ أَوْحى‌ فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها» أو باعتبار جهات فيضانها على الأشياء، أو باعتبار تعلقاتها بها، فيتكثر بتكثرها، كالوجود حقيقة واحدة تتكثر بتكثر الماهيات، لا بأن يكون للماهيات تأثير في الوجود، بل باعتبار اتحاد الماهية بالوجود.

و بالجملة كلمات اللّه أمر موجود روحاني مؤيد للأنبياء بالوحي، قال اللّه: «وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا» و ملهم للأولياء بالكرامة، و محيي لقلوب السالكين من المؤمنين بالإيمان، و أيدهم بروح منه، و هو والد لنفوس المكرمين، «وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‌ مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ» و هذا هو الروح العلوي الذي قيل: إنه لم يقع تحت ذل كن، لأنه نفس كلمة كن، و هو بعينه نفس الأمر، لأنه أمر اللّه الذي به يوجد الأشياء، و لا شبهة في أن قول الحق و كلامه فوق الأكوان و أعلى منها، إذ بها يقع الفعل و التأثير و التكوين. فكيف يقع تحت الكون و قال: «وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا».

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست