نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 70
و الكتاب المسطور بالقلم الأعلى، هو صورة القضاء الأول البسيط الثابت
في الروح الأعظم الأول، و الرق المنشور هو النفس الكلية المدبرة للعالم، و السقف
المرفوع هو السماء الدنيا على المعنى الذي سبق. فإن هذه السماوات الجسمانية بإزاء
سماوات عقلية روحانية في العالم الأعلى العقلي، فهي السماوات العلى في الحقيقة. إذ
لا شك أن عالم الأجسام كله بالنسبة إلى عالم الروحانيات بمنزلة الأرض السفلى و
المنزل الأدنى، و البحر المسجور هو بحر الهيولى السيالة الممتلئة بالصور الطبيعية
الكائنة الفاسدة المتواردة عليها على التعاقب كأمواج البحر، و إنما وصف بحر
الهيولى بالمسجور، لأن هذه الطبائع الجسمية و الصور الكونية باطنها نار الجحيم و
هي نار كامنة في كل جسم، و إن كان مثل الماء و الأرض و الجبال، إلا أنها منغمرة في
بعضها بحيث لا يبرز إلا بجهد جهيد و تحريك و سحق شديد، بخلاف البعض الآخر و لذلك
ما من جسم طبيعي إلا و ينقلب إلى النار بالحركة و التلطيف و الخضخضة، و أهل الكشف
يشاهدون النار الكامنة في بواطن الأجسام الطبيعية كلها رطبها و يابسها و باردها و
حارها، و يرون النار الأخروية في باطن جواهر الدنيا، كما قال تعالى في حق آل
فرعون: «أُغْرِقُوافَأُدْخِلُوا ناراً»و قوله: «أَدْخِلُواآلَ
فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ»و عن بعض
الصحابة رأى بحرا فقال يا بحر، متى تصير نارا
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 70