نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 52
محض، و الإنسان من جملة المخلوقات، له أن يسلك سبيل القدس و صراط
الحق و يتطور في الأطوار الوجودية و يستبق في الخيرات حتى تزول عنه الشر بالكلية و
يدخل في دار السلام، و لذلك أمر اللّه لنا في الاستباق في الخيرات و الافتراق من
الشرور و الظلمات و الدخول في دار السلام، كما في قوله تعالى:
اعتقادنا في الكلام أنه ليس كما زعمته الأشاعرة من أنه معان نفسية
قائمة بذاته تعالى و سموها الكلام النفسي، و لا كما ذهب إليه المعتزلة من أنه خلق
أصوات و حروف دالة على المعاني في جسم من الأجسام، و إلا لكان كل كلام كلام اللّه
و هو باطل. و لا يكفي تقييده على قصد إعلام الغير من قبل اللّه، أو على قصد
الإلقاء من عنده، و لو أريد بغير واسطة فهو غير ممكن و إلا لم يكن أصواتا و حروفا،
بل حقيقة التكلم إنشاء كلمات تامات و إنزال آيات محكمات و أخر متشابهات في كسوة
الألفاظ و العبارات، و الكلام قرآن و هو العقل البسيط و العلم الإجمالي، و فرقان و
هو المعقولات التفصيلية، و هما جميعا غير الكتاب، لأنهما من عالم الأمر و عالم
القضاء، و مظهرهما و حاملهما القلم و اللوح المحفوظ، و الكتاب من عالم الخلق و
التقدير و محله عالم القدر الذهني و القدر العيني، و الأولان غير قابلين للنسخ و
التبديل، لأنهما فوق الزمان و المكان بخلاف الكتاب لأنه موجود زماني، و محله لوح
قدري نفساني هو لوح المحو و الإثبات، أو مواد خارجي، و كلاهما متغيران، و الكتاب
يدركه كل أحد، و القرءانلا
يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَمن
أدناس البشرية. و ربما يقال: الكتاب للفرقان فإنه بالنسبة إلى القرءان كتاب منزل،
أو باعتبار أنه منزل أيضا في صورة مكتوبة
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 52