responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 213

و اعلم أن الناقد بصير لا يقبل منك إلا الخالص من ذهب المعرفة و فضة الطاعة، فوزن حسناتك بميزان صدق، و احسب حساب نفسك قبل أن توافي عمرك، و قبل أن يحاسب عليك في وقت لا يمكنك التدارك و التلافي، فالموازين مرفوعة ليوم الحساب و فيه الثواب و العقاب‌ «فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَ ما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ».

و أما القول في ميزان الأعمال، فاعلم أن لكل عمل من الأعمال الحسنة كالصلاة و الصيام و القيام و غيرها، باعتبار تأثيره في النفس و تخليصها من أسر الشهوات و تطهيرها عن غواسق الطبيعة و جذبها من الدنيا إلى الآخرة و إصعادها عن المنزل الأدنى الأسفل إلى المحل الأرفع الأعلى مقدارا معينا و قوة معينة، و كذلك لكل عمل من الأعمال السيئة قدرا معينا من التأثير في أظلام جوهر النفس و تكثيفها و تكديرها و تعليقها بالدنيا و شهواتها و تقييدها بسلاسلها و أغلالها، و كل ذلك محجوب عن مشاهدة الخلق في الدنيا، و عند وقوع القيامة ينكشف لهم، لأجل رفع الحجاب و كشف النقاب حقيقة الأمر في ذلك، فكل أحد يرى غاية عمله و سعيه في الدنيا و الآخرة، و قوة انجذابه إلى النعيم و الجحيم، و يرى ثقل أحد جانبي ميزانه و رجحان أحد كفتي ميزانه رفعا و وضعا، و بالجملة كل واحد من أفراد الناس له تفاريق أعمال، إما حسنات أو سيئات أو مختلفات، فإذا جمعت يوم القيامة متفرقات حسناته أو سيئاته كان إما لأحدهما الرجحان أو لا، فإن كان الرجحان للأولى كان من أهل السعادة و إن كان للثاني كان من أهل الشقاوة، و من استوت حسناته و سيئاته كان متوسطا بين الجانبين حتى يحكم اللّه فيه، و هاهنا قسم آخر أرفع من الثلاثة، و هم الذين استغرقوا في شهود جلال اللّه و لا التفات لهم إلى عمل صالح أو سيئ فكسروا كفتي ميزانهم و خلصوا من عالم الموازين و الأعمال إلى عالم المعارف و الأحوال و أنوار الجمال و الجلال.

فنقول من الرأس: كل أحد ما لم يتخلص ذاته بقوة اليقين و نور

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست