responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 203

كما قال تعالى: أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ‌، و تلك الألواح القلبية يقال لها صحائف الأعمال و تلك النقوش و الصور الكتابية كما يحتاج إلى قابل يقبلها كذلك يحتاج إلى فاعل أي مصور و كاتب، و المصورون و الكتاب في مثل هذه الكتابة هم الكرام الكاتبون، لكرامة ذاتهم و فعلهم عن المواد الجسمانية، فهم لا محالة ضرب من الملائكة المتعلقة بأعمال العباد و أقوالهم، قوله: وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ‌، و هم طائفتان، ملائكة اليمين، و هم الذين يكتبون أعمال أصحاب اليمين، و ملائكه الشمال و هم الذين يكتبون أعمال أصحاب الشمال، قوله تعالى: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ، و قوله:

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا، و قوله: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ‌، لأن كتابه من جنس العلوم و الاعتقادات اليقينة و الأخلاق الحسنة، و الظن هاهنا بمعنى اليقين، «وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ» لأن كتابه من جنس الأكاذيب الباطلة و الأغاليط الواهية و الأوصاف الشيطانية و الشهوات الدنيوية المحرقة للنفوس المولمة للقلوب، «وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَ يَصْلى‌ سَعِيراً».

و قد ورد في الخبر أن من عمل حسنة كذا يخلق اللّه منها ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة، كما قال: تعالى‌ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَة أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ، و هكذا قياس الحكم في جانب الكفر و السوء، من فسد اعتقاده و بالغ في كفره و سوء اعتقاده يتنزل عليه شيطان يوعده بالشر و الجحيم، و كان قرينه في القبر و في القيامة و يتعذب به في الآخرة كما قال تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى‌ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى‌ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ‌، و قوله: وَ مَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ‌، و هذه الهيئة الراسخة في الباطن المتمثلة للنفس هي‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست