نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 20
ثم إنه جعل اللّه تشريف سائر الأنبياء عليهم السلام، مثل تشريف هذه
الأمة- المرحومة لمحمد صلّى اللّه عليه و آله، حيث قال لهذه الأمة: «أُولئِكَكَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ»،فشتان بين نبي تشرف بكتابة الموعظة له في الألواح، و بين نبي تشرف
أمته بكتابة الإيمان لهم في قلوبهم.
وجه آخر: القرآن تنزل على قلب الرسول، و سائر الكتب نازلة على صدر
الأنبياء، و فرق بين تعلمهم الكتاب و بين تعلم نبينا الكتاب، فكانوا يتدارسون
الكتب، و خاتمهم صلى اللّه عليه و آله كان متخلقا بالقرآن.
وجه آخر في الفرق بين ما أفاد له صلّى اللّه عليه و آله، تنزيل
الكلام، و بين ما أفاد لهم عليهم السلام، أنزل الكتب، فإن أفاد الإنزال لهم
الحكمة، فقد أفاد له صلى اللّه عليه و آله، إن أوتي جوامع الكلم، و به فضل على
الأنبياء عليهم السلام و بخمسة أمور أخرى، لقوله صلى اللّه عليه و آله: «فضلتعلى
الأنبياء بست» و كذا تحقق الفرق بين تصرف تنزيل الكلام على قلبه و تصرف الإنزال
عليهم، فإن كان إنزال الكتب تصرف فيهم بأن كان الكتاب مع أحدهم نورا من اللّه
يجيء به إلى أمته ليكون هدى لهم، كما قال تعالى: «قُلْمَنْ
أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَ هُدىً لِلنَّاسِ»،فإن تصرف تنزيل القرآن على قلبه جعله نورا من
اللّه يجيء إلى الأمة و معه الكتاب لقوله: «قَدْجاءَكُمْ
مِنَ اللَّهِ نُورٌ»و هو محمد صلى
اللّه عليه و آله، و كتاب مبين، فشتان بين نبي يجيء و يكون هو بذاته نورا و معه
كتاب، و بين نبي يجيء و يكون معه نور من الكتاب.
هذا و قد انكشف عليك من تضاعيف ما ذكرناه لك أن الكلام غير الكتاب و
أن الحكمة و النور و القرآن و الكلام الإلهي يجري مجرى الألفاظ المترادفة في لسان
هذا الكتاب، و أنها جميعا عبارة عن مرتبة العقل البسيط الذي فيه حقائق الأشياء
مجملة، و أن الكتاب عبارة عن مقام نفسي فيه صور العلوم التفصيلية و نسبة الأول إلى
الثاني كنسبة الكيمياء إلى الدنانير و كنسبة البذر إلى الشجرة، بل كنسبة المبدإ
الفعال إلى مجعولاته.
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 20