responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 197

من أهل السماوات و الأرض، لكون ذواتهم خارجة من عالم الأجسام و صورها و نفوسها، و لا يجري عليهم تجدد الأكوان و لا تغير الزمان، لاستغراقهم في بحر قهر الأحدية و سطوة نور القيومية كالملائكة المهيمين و من يجري مجراهم في أن هوياتهم مطوية تحت الشعاع القيومي، فلا التفات لهم إلى ذواتهم، و لا علم لهم إلى غير اللّه‌ «لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا».

و الثانية لأجل الإحياء بعد الإماتة حياة أخرى أرفع من الأولى، قوله: ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى‌ فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها، أي أرض المحشر و أرض الجنة و كذا النفوس.

و اعلم أن المواد الكونية بصورها الطبيعية القابلة للاستنارة بالأرواح كالفحم في استعداده للاشتعال، و الصورة البرزخية كامنة فيها بحسب ذلك الاستعداد كمون الحرارة و الحمرة في الفحم، و الصور النفسانية كامنة في الصور البرزخية كمون الاشتعال و الإنارة في الحرارة، ففي النفخة الأولى زالت الصور الطبيعية بالإماتة، و الصور البرزخية استعدت لقبول الاستنارة بالأرواح الكامنة فيها استعداد الفحم بالنار التي كمنت فيه لقبول الاشتعال، فينفخ إسرافيل و هو المنشئ للأرواح في الصور نفخة ثانية فتستنير بأرواحها فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ‌، فيقوم تلك الصور إحياء ناطقة بما ينطقهم‌ اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ، فمن ناطق بالحمد للّه الذي أحيانا بعد ما أماتنا وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ، و من ناطق «ب مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا» و كل واحد ينطق بحسب علمه و حاله و ما كان عليه، و نسي حاله في البرزخ، فيتخيل أن ذلك منام كما يتخيله المستيقظ من هذه النوم، و قد كان عند موته و انتقاله كالمستيقظ و أن الحياة الدنيا كالمنام و هي في جنب البرزخ و الآخرة كمنام في منام، و هذا القيام إنما يتحقق عند القيامة و في القيامة يتحقق البعث، لقوله: ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ‌، و عند البعث يتحقق الثواب و العقاب.

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست