responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 17

المرسلين، سلام اللّه عليهم أجمعين، فإنها ليست بكلام اللّه، بل كتب يدرسونها، و يكتبون بأيديهم. فهذا المنزل بما هو كلام اللّه نور من أنوار اللّه المعنوية النازل من عنده على قلب من يشاء من عباده المحبوبين‌ «وَ إِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ» و قوله: «وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا» قوله: «نزل على قلبك بالحق» و قوله: «بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ».

و هو بما هو كتاب نقوش و أرقام و صور و ألفاظ و فيها آيات أحكام نازلة من السماء نجوما على صحائف قلوب المحبين و ألواح نفوس الطالبين، و غيرهم يكتبونها في صحائفهم و ألواحهم الحسية بحيث يتلوها كل تال و يقرؤها كل قار، و يتكلم بها كل متكلم، و بها يهتدون و بما فيها يعملون، و يتساوى في هداها الناس العوام و الخواص و الأنبياء و الأمم، كقوله: «هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‌ وَ الْفُرْقانِ» و قوله: «وَ أَنْزَلَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ» و قوله: «وَ عِنْدَهُمُ التَّوْراةُ، فِيها حُكْمُ اللَّهِ».

و أما القرآن العظيم الكريم، ففيه عظائم الأمور الإلهية التي لا يصل إلى دركه إلا أهل اللّه خاصة، لقوله: «وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ، وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً» و فيه كرائم أخلاق اللّه التي تخلق بها رسول اللّه، صلى اللّه عليه و آله لقوله: «وَ إِنَّكَ لَعَلى‌ خُلُقٍ عَظِيمٍ» و كان خلقه القرآن، كما نقل.

و يدل على ذلك قوله‌ «هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى‌ عَبْدِه آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» بيان ذلك: أن القرآن نور كما مر من قوله: «قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ» فإذا خرجت به نفوس أمته من الظلمات إلى النور، صاروا متصفين بالنور متخلقين به، فإذا كان حال الأمة هذا الحال، فما ظنك بحال نبيهم، صلى اللّه عليه و آله.

دقيقة كشفية

و اعلم أنه قد يكون شي‌ء واحد كلاما و كتابا باعتبارين لما علمت،

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست