responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 148

(14) قاعدة في بطلان التناسخ‌

التناسخ أعني انتقال النفس الشخصية من بدن إلى بدن محال، سواء كان البدن عنصريا أو فلكيا أو طبيعيا أو برزخيا، ببرهان أفادنا اللّه تعالى إياه، و هو أن النفس في أول تكونها الطبيعي متحدة مع البدن، و هي بالقوة في كل ما لها من الأحوال و الإدراكات، حتى في كونها حساسة، ثم يتدرج في الاشتداد و الترقي، فيصير أولا طبيعية حافظة، ثم جوهرا غاذيا منميا مولدا، ثم حساسا على التدريج من أكثف الحواس إلى ألطفها، فكانت أولا قوة اللمس ثم الذوق ثم الشم ثم السمع و البصر ثم يصير متخيلا، و هاهنا أوان تجرده عن البدن الطبيعي كما أشرنا إليه، ثم يصير متفكرا ذاكرا، ثم عاقلا و معقولا، و عند ذلك أوان تجردها عن العالمين و مفارقته للنشأتين، فقد بان أن للنفس قبل تجردها مطلقا مقامات طبيعية، يناسب كل منها لمزاج خاص و تكون معين، و سن مخصوص من أسنان البدن من الجنينية و الطفولية و الصبوية المراهقية و الشباب و الكهولة و الشيخوخة و الموت و البعث.

و بالجملة النفس و البدن يتحركان معا في التحولات الطبيعية، و يستكملان معا في الكمالات التي تناسب كلا منهما بحسبه إلى أن يقع لها التفرد بذاتها منسلخة عن البدن، و الحاصل أن لكل طبيعة حركة جوهرية ذاتية إلى غاية ما، و لها في كل حد من حدود الانتقال مرتبة من الوجود يكون بحسبها فعلا و قوة، فعلا بالقياس إلى سابقها، و قوة بالقياس إلى لاحقها، و كل موجود صار بالفعل شيئا، فلا يمكن عوده إلى الحالة التي كانت فيها بالقوة، و لأن الحركات الطبيعية متوجهة إلى ما لها من الكمال، فيمتنع أن يقع شي‌ء منها على وجه الانتكاس مخالفا للمجرى الطبيعي.

فإذا تمهد هذا فنقول: كما لا يمكن أن تصير القوة الحيوانية نباتية و لا النباتية معدنية و لا المعدنية صورة عنصرية على عكس ما هو المجرى‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست