نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 145
مزاحم لها حتى يبطلها أو يتغير به استعداد محلها، و ليس بينها و بين
البدن إلا علاقة شوقية و هي إضافة و الإضافة أضعف الأعراض، و زوالها لا يوجب زوال
الذات المضافة، و إلا لكان أضعف الأعراض مقوما لوجود الجوهر و هو محال، هذا خلاصة
كلام الفلاسفة في هذا الباب و فيه بحث من وجهين.
الأول أن النفس الإنسانية عندهم جوهر عقلي و إنها عندهم أولا عقل
بالقوة و إنما يصير عقلا بالفعل بعد مزاولة الاكتساب و تحصيل العلوم الحقيقية، حتى
يخرج ذاتها من القوة إلى الفعل، فقبل صيرورتها عقلا كيف يبقى بدون البدن مستقل
الوجود مفارق الذات، فإن كل مفارقة الذات مستقل الوجود عندهم عقل بالفعل، و كل عقل
بالفعل كامل في العلم و المعرفة، و المقدر خلافه، هذا خلف، و لهذا وقع الاختلاف
بين تلامذة المعلم الأول و شراح كلامه في بقاء العقل الهيولاني بعد بوار البدن،
فذهب الإسكندر الأفروديسي إلى أن النفوس الإنسانية إذا فارقت الأبدان و هي
هيولانية، فإنها تبطل إذ لم يتصور بشيء من الصور العقليه التي تقوم بها بالفعل، و
أما ثامسطيوس فإنه كان يخالفه في هذا الرأي و يرى أن هذه القوة باقية، و أما
رئيسهم أبو علي فقد مال إلى مذهب ثامسطيوس في أكثر كتبه و مال إلى مذهب الإسكندر
في بعض رسائله.
و اعلم أن الموافق لأصول الفلاسفة القائلين بعرضية القوة الخيالية،
الغافلين عن جوهريتها و قوامها بذاتها لا بالعضو الدماغي، هو المذهب الأول لما
أشرنا إليه من أن المادة العقلية لا وجود و لا بقاء لها إلا بصورة عقلية تقومها
بالفعل.
و أما ما رأينا و تفردنا بإثباته بالبرهان من تجرد القوة الخيالية عن
البدن الطبيعي، و اتحادها ببدن محشور باق في عالم البرزخ، فجميع نفوس الإنسانية
حتى العوام و الصبيان باقية بعد هذا البدن، كما هو موافق للشريعة و الكتاب و
السنة، بل هو من ضروريات الملة الحنيفة.
و ثانيهما أن نفسية النفس نحو وجودها الخاص الذي يلزمه الإضافة إلى
البدن الطبيعي، و ليست هذه الإضافة كإضافة الأشياء التي عرضت
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 145