(2) قاعدة في خلق أنواع المعادن من المركبات التامة التركيب،
التي لها صور نوعية حافظة للتركيب، فاعلة لآثار مخصوصة».
لما أراد اللّه سبحانه، بمقتضى قضائه الأزلي و عنايته أن يجعل في
الأرض خليفة و خلق من هذه العناصر المتضادة الوجود، البعيدة عن عالم القدس و
الجود، موجودا كاملا يصلح لأن يكون نائبا من اللّه في عمارة النشأتين، و كان لا
يتصور وجوده من هذه المواد إلا بعد تعديلها و تهذيبها عن الكدورة و الظلمة اللازمة
لهذه الأجسام، سيما الأرض التي هي العنصر الغالب فيه، فقلبها في الأطوار، و خمر
طينة الغالب بفنون من التخميرات، فجعلها أولا جمادا، ثم نباتا، ثم حيوانا، و هكذا
استوفى درجات هذه الأكوان ليتهيأ منها و يعدها خلقة الإنسان، فأول تعديل و تصفية
وقعت في هذه المواد بأن حصل منها صورة الجماد، قال تعالى: «وَاللَّهُ
جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً
وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَ»
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 122