نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 108
عارضة و يصفى وجه المرآة عن كل صورة فيتصرف فيه جذبة العناية و يتجلى
في مرآته وجه الحق الباقي، و كان العالم كله كدائرة انعطف آخرها إلى أولها، إحدى
قوسيه نزولية و الأخرى صعودية، و لها نقطتان إحداهما نهاية أولاهما و بداية
أخراهما و هي الهيولى، و الثانية بالعكس و هو الإنسان الكامل، روح العالم، مظهر
اسم اللّه و خليفة الرحمن، كما قيل:
ليس على اللّه بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد
(3) قاعدة في تحقيق الخلافة الإلهية
اعلم أنه لما اقتضى حكم الإلهية الجامعة لجميع الكمالات المشتملة على
الأسماء الحسنى و الصفات العليا بسط مملكة الإيجاد و الرحمة و نشر لواء القدرة و
الحكمة، بإظهار الممكنات و إيجاد المكونات و خلق الخلائق و تسخير الأمور و
تدبيرها، و كان مباشرة هذا الأمر من الذات الأحدية القديمة بغير واسطة بعيدة جدا،
لبعد المناسبة بين عزة القدم و ذلة الحدوث، فقضى اللّه سبحانه بتخليف نائب ينوب
عنه في التصرف و الولاية و الإلايجاد و الحفظ و الرعاية، فلا محالة له وجه إلى
القديم يستمد من الحق سبحانه، و وجه إلى الحدوث يمد به الخلق، فجعل على صورته
خليفة يخلف عنه في التصرف، و خلع عليه خلع جميع أسمائه و صفاته و مكنه في مسند
الخلافة بإلقاء مقادير الأمور إليه و إحالة حكم الجمهور عليه و تنفيذ تصرفاته في
خزائن ملكه و ملكوته، و تسخير الخلائق لحكمه و جبروته، و جعل له بحكم مظهرية اسميه
الظاهر و الباطن حقيقة باطنة و صورة ظاهرة. ليتمكن بهما من التصرف في الملك و
الملكوت. فالمقصود من وجود العالم و إيجاد الأشياء فيه شيئا فشيئا، أن يوجد
الإنسان الذي هو خليفة اللّه في العالم، فالغرض من الأركان أن يحصل منها النباتات،
و الغرض من النباتات أن يحصل منها الحيوانات، و من الحيوانات أن يوجد الأجساد
البشرية و من
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 108