نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 1125
الفصل الحادي عشر في
علمه تعالى
قد تحقّق في ما تقدّم 1
أنّ لكلّ مجرّد علما بذاته، لحضور ذاته المجرّدة عن المادّة لذاته، و ليس العلم
إلّا حضور شيء لشيء؛ و الواجب تعالى منزّه عن المادّة و القوّة، فذاته معلومة
لذاته.
و قد تقدّم 2 أيضا أنّ
ذاته المتعالية حقيقة الوجود الصرف البسيط الواحد بالوحدة الحقّة، الذي لا يداخله
نقص و لا عدم؛ فلا كمال وجوديّا في تفاصيل الخلقة بنظامها الوجوديّ إلّا و هي
واجدة له بنحو أعلى و أشرف، غير متميّز بعضها من بعض، لمكان الصرافة و البساطة؛
فما سواه من شيء فهو معلوم له تعالى في مرتبة ذاته المتعالية، علما تفصيليّا في
عين الإجمال 3، و إجماليّا في عين التفصيل.
و قد تقدّم أيضا أنّ ما
سواه من الموجودات معاليل له، منتهية إليه بلا واسطة أو
1- قوله قدّس سرّه: «قد
تحقّق في ما تقدّم»
في الفصل الثاني عشر من
المرحلة الحادية عشرة.
2- قوله قدّس سرّه: «قد
تقدّم»
في الفصل الرابع من هذه
المرحلة، و كذا في الفصل الرابع من المرحلة الرابعة.
3- قوله قدّس سرّه:
«علما تفصيليّا في عين الإجمال»
أي: في عين البساطة.
فالمراد من الإجمال ليس مقابل التفصيل، حتّى يستلزم الإبهام، و إنّما هو من العقل
الإجماليّ الذي مرّ في الفصل الخامس من المرحلة الحادية عشرة أنّه عقل بسيط
إجماليّ فيه كلّ التفاصيل، كملكة الاجتهاد.
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 1125