نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 1121
الفصل العاشر في الصفات
الفعليّة و أنّها زائدة على الذات
لا ريب أنّ للواجب
بالذات صفات فعليّة، مضافة إلى غيره 1، كالخالق، و الرازق 2، و
1- قوله قدّس سرّه:
«مضافة إلى غيره»
أي: في تحقّقها، زيادة على
كونها ذات إضافة في مفهومها؛ فإنّ الصفات الفعليّة هي التي تتوقّف اتّصاف الذات
بها على أمر خارج. و لعلّ هذا هو الموجب لتسميتها بالصفات الإضافيّة. و هذا بخلاف
الصفات الذاتيّة ذات الإضافة؛ فإنّها إنّما تكون الإضافة معتبرة في مفهومها فقط،
كالقدرة.
2- قوله قدّس سرّه:
«كالخالق و الرازق»
لا يخفى عليك: أنّ كلّا من
ألفاظ صفات الفعل يمكن أن يستعمل على وجهين:
الأوّل: أن يراد به القدرة
على ذلك الفعل، فيراد بالخالق القادر على الخلق، و بالرازق القادر على الرزق، و
هكذا. و حينئذ كلّ منها صفة ذاتيّة، لكون القدرة بعمومها من صفات الذات. و هذا
المعنى هو الأصل الذي يشير إليه في آخر الفصل.
الثاني: أن يراد به إيجاد
ذلك الفعل، فيراد بالخالق موجد الخلق، و بالرازق موجد الرزق، و عند ذلك يكون من
صفات الفعل.
و لمّا كان الإيجاد عين
الوجود حقيقة، و إنّما يختلف عنه اعتبارا، لم يكن حقيقة صفة الفعل غير نفس الفعل
منسوبا إليه تعالى. فالخالق مثلا لا واقع له غير نفس الخلق، بمعنى المخلوق منسوبا
إليه تعالى. و لمّا كانت هذه النسبة إضافة إشراقيّة، فهي أيضا نفس المخلوق، فيؤول
الأمر إلى أنّ صفة الفعل لا واقع لها غير الفعل.
و بما ذكرنا يتبيّن أنّ
الخالق على الأوّل مشتقّ استعمل في معناه، حيث إنّه يدلّ على ذات-
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 1121