من الزمان حادث زمانيّ
بهذا المعنى. 10 و كذلك الكلّ؛ إذ لمّا كان الزمان مقدارا غير قارّ للحركة- التي
هي خروج الشيء من القوّة إلى الفعل تدريجا- كانت فعليّة وجوده مسبوقة بقوّة
وجوده، و هو الحدوث الزمانيّ. 11
و أمّا الحدوث بمعنى كون
وجود الزمان مسبوقا بعدم خارج من وجوده 12 سابق عليه سبقا لا يجامع فيه القبل
البعد 13، ففيه فرض تحقّق القبليّة الزمانيّة من غير تحقّق الزمان. و إلى ذلك يشير
ما نقل عن المعلّم الأوّل 14، أنّ: «من قال بحدوث الزمان
10- قوله قدّس سرّه:
«فكلّ جزء من الزمان حادث زمانيّ بهذا المعنى»
أي: بمعنى حصول الشيء بعد
أن لم يكن بعديّة لا تجامع القبليّة، على ما يدلّ عليه قوله قدّس سرّه: «لمّا كان
الزمان متّصفا بالذات القبليّة و البعديّة بالذات غير المجامعتين.» انتهى.
11- قوله قدّس سرّه: «هو
الحدوث الزمانيّ»
بمعنى حصول الشيء بعد أن لم
يكن، بعديّة لا تجامع القبليّة. فإنّ قوّة الشيء لا تجامع فعليّته. و لكن لمّا
كانت القوّة السابقة على الحركة و الزمان آنيّة غير زمانيّة، لم يصدق كون الزمان
مسبوقا بعدم زمانيّ، فالحدوث بهذا المعنى منتف في الزمان.
12- قوله قدّس سرّه:
«كون وجود الزمان مسبوقا بعدم خارج من وجوده»
أي: مسبوقا بعدم زمانيّ،
كما صرّح قدّس سرّه بذلك في الحدوث بالمعنى الأوّل. فلمّا كان العدم الزمانيّ عدما
خارجا من وجود الشيء سابقا عليه سبقا زمانيّا- أي: سبقا لا يجامع فيه القبل
البعد- عبّر عنه بهذه الأوصاف اللازمة له.
و لكن لا يخفى عليك: أنّ
هذه الأوصاف لازم أعمّ له، لتحقّقها في الحدوث بالمعنى الثاني أيضا، فلا يجوز
التعبير عنه بها.
13- قوله قدّس سرّه:
«سبقا لا يجامع فيه القبل البعد»
و هو السبق الزمانيّ. و
أمّا سائر أقسام السبق فيمكن أن يجامع فيه السابق اللاحق.
14- قوله قدّس سرّه:
«إلى ذلك يشير ما نقل عن المعلّم الأوّل»
أي: إلى عدم حدوث الزمان
حدوثا زمانيّا بالمعنى الأوّل للحدوث. و لا يرجع اسم الإشارة