في الدهر و السرمد تقدّم
و لا تأخّر 34، لعدم التغيّر و الانقسام فيهما.
قال في الأسفار: «و أمّا
الموجودات التي ليست بحركة و لا في حركة 35، فهي
قوله قدّس سرّه: «الثابت
الكلّيّ»
المراد من الكلّيّ هنا هو
الموجود المحيط الّذي يعبّر عنه بالمطلق في مقابل الوجود المحاط و هو المحدود
المقيّد. و لا يخفى: أنّ المراد من الإطلاق و التقييد هنا الكمال و النقص، و هو
المعنى الّذي مرّ تفصيله في الفرع الثاني من فروع مبحث التشكيك.
34- قوله قدّس سرّه:
«ليس في الدهر و السرمد تقدّم و لا تأخّر»
و يبدو أنّ بين الزمان و
بين الدهر و السرمد فرقا آخر، و هو أنّ الزمان موجود حقيقيّ، و الدهر و السرمد
أمران اعتباريّان، فهما موجودان بالوجود الوهميّ. و ذلك لأنّ الزمان أمر قد اثبت
بالبرهان، و أمّا الدهر و السرمد فظرفان يعتبرهما الذهن للثابتات تشبيها بالزمان
الّذي هو ظرف للمتغيّرات.
قوله قدّس سرّه: «ليس في
الدهر و السرمد تقدّم و لا تأخّر»
أي: تقدّم و تأخّر لا
يجتمع فيه المتقدّم و المتأخّر كما في الزمان، كما يشهد له قوله قدّس سرّه:
«لعدم التغيّر و الانقسام
فيها»، فإنّ العلّة مخصّصة. و سائر أنحاء التقدّم لا يتوقّف على التغيّر و
الانقسام. و قد مرّ في صدر الفصل و سيجيء في الفصل الأوّل من المرحلة العاشرة أنّ
بين أجزاء الزمان تقدّما و تأخّرا لا يجامع معه المتقدّم المتأخّر، بخلاف سائر
أنحاء التقدّم و التأخّر.
و يشهد أيضا لما ذكرنا
قوله قدّس سرّه: «و يفيد معيّة الثابت الكلّيّ مع مادونه من الثوابت»، الصريح في
تقدّم الثابت الكلّيّ على ما معها من الثوابت في السرمد، لمكان قوله قدّس سرّه:
«مادونه»، و هذا التقدّم
تقدّم بالعلّيّة و بالشرف، و يمكن أن يكون بالرتبة أيضا.
35- قوله قدّس سرّه:
«أمّا الموجودات التي ليست بحركة و لا في حركة»
المشّاؤون يرون الكمّ و
الكيف و الوضع و الأين في الجملة حركات، و ما سواها من الجوهر مع أعراضه الاخرى
موضوعا لتلك الحركات؛ فالجوهر و سائر أعراضه في الحركة، و الأعراض الأربعة حركات.
و على ما ذهب إليه صدر
المتألّهين قدّس سرّه: الصور الجوهريّة و جميع أعراضها حركات، و المادّة