قد تقدّم أنّ للحركة
انقساما بذاتها 2، فليعلم أنّ انقسامها انقسام بالقوّة، لا بالفعل،
1- قوله قدّس سرّه: «في
مبدء الحركة و منتهاها»
المبحوث عنه في هذا الفصل
هو أنّ كلّا من مبدء الحركة و منتهاها يمتنع أن يكون جزءا من أجزائها، و أنّ مبدء
الحركة هو القوّة و منتهاها هو الفعل، و هما خارجان عن الحركة؛ لأنّ الحركة هو
الخروج من تلك القوّة إلى هذا الفعل. و لم يتعرّض هنا لإثبات وجوب كون الحركة
متناهية محدودة بالمبدء و المنتهى. نعم تعرّض لذلك في ذيل الفصل التاسع من هذه المرحلة.
فانتظر.
2- قوله قدّس سرّه: «قد
تقدّم أنّ للحركة انقساما بذاتها»
أي: للحركة القطعيّة؛
فإنّه قد أشرنا إلى أنّ المبحوث عنه في هذه المرحلة هو الحركة القطعيّة، و هي
المنصرف إليها إطلاق الحركة. و قد صرّح المصنّف قدّس سرّه في الفصل السابق بأنّ
لازم الحركة بمعنى القطع الانقسام إلى الأجزاء، و أنّ الحركة بمعنى التوسط حالة
بسيطة غير منقسمة.
قوله قدّس سرّه: «قد
تقدّم»
في الفصلين الثاني و
الرابع من هذه المرحلة.
قوله قدّس سرّه: «أنّ
للحركة انقساما بذاتها»
لأنّها ممتدّة بذاتها، و
إن كان امتدادها مبهما و يتعيّن بالزمان، و الزمان عارض لها في تحليل العقل موجود
بعين وجودها في الخارج.