صورة متّصلة مجتمعة الأجزاء
17، فهو أمر ذهنيّ غير موجود في الخارج؛ لعدم جواز اجتماع أجزاء الحركة- لو فرضت
لها أجزاء 18- و إلّا كانت ثابتة لا سيّالة، هذا خلف.
طبيعيّات الشفاء، فإنّه
أنكر وجود الحركة بمعنى القطع في الخارج، معلّلا ذلك بأنّه ليس هناك أمر متّصل
ممتدّ بين المبدء و المنتهى في حال من الحالات، لا في حال كون المتحرّك في المبدء،
و لا في حال كونه في المنتهى، و لا في حال كونه بينهما؛ لأنّه في الأوّل لم يوجد
بعد، و في الثاني قد بطل، و في الثالث لم يوجد شيء منه و بطل شيء آخر. و بذلك
خصّ وجوده بالارتسام في الخيال.
و لا يخفى عليك: أنّ منشأ
زعمه ذلك أنّه تخيّل ضرورة القرار في الوجود، و أنّه يمتنع أن يكون هناك موجود
ممتدّ سيّال.
و المصنّف قدّس سرّه هنا
يشير إلى أنّ ما ذكره الشيخ، من أنّ الحركة بما هي مجتمعة الأجزاء لا توجد إلّا في
الذهن، حقّ، إلّا أنّ الحركة القطعيّة، و هي القطع- أعني السير و السلوك- ليست
مجتمعة الأجزاء، بل هي أمر سيّال متقضّ متصرّم.
و إمّا إشارة إلى دفع دخل،
و هو: أنّه كيف تكون الحركة- و نعني بها القطعيّة- سيّالة الوجود مع أنّا ندركها
مجتمعة الأجزاء.
17- قوله قدّس سرّه:
«بأخذ الحدّ بعد الحدّ منها، و جمعها صورة متّصلة مجتمعة الأجزاء»
لا يخفى: أنّ الخيال بعد
أخذ الحدّ بعد الحدّ منها، يستعدّ لتصوّرها بصورة واحدة متّصلة مجتمعة الأجزاء، و
هذه الصورة الواحدة صورة خياليّة عن الحركة؛ و إلّا فالصور المتعدّدة المتكثّرة لا
تصير بالجمع صورة واحدة؛ إذ العلم- كما سيأتي في الفصل الأوّل من المرحلة الثانية
عشرة- لا قوّة فيه، و لا تغيّر.
18- قوله قدّس سرّه: «لو
فرضت لها أجزاء»
إشارة إلى أنّ الحركة لا
أجزاء لها إلّا بالفرض، لأنّها متّصلة واحدة.