سيأتي 1، إن شاء اللّه،
بيان أنّ الحركة كمال أوّل لما بالقوّة من حيث إنّه بالقوّة، فهناك كمال ثان
يتوجّه إليه المتحرّك بحركته المنتهية إليه، فهو الكمال الأخير الّذي يتوصّل إليه
المتحرّك بحركته، و هو المطلوب لنفسه، و الحركة مطلوبة لأجله؛ و لذا قيل: إنّ
الحركة لا تكون مطلوبة لنفسها، و إنّها لا تكون ممّا يقتضيه ذات الشيء. 2
و هذا الكمال الثاني هو
المسمّى غاية الحركة، يستكمل بها المتحرّك 3، نسبتها إلى الحركة نسبة التمام إلى
النقص، و لا يخلو عنها حركة، و إلّا انقلبت سكونا. 4
1- قوله قدّس سرّه:
«سيأتي»
في الفصل الثالث من
المرحلة التاسعة.
2- قوله قدّس سرّه:
«إنّها لا تكون ممّا يقتضيه ذات الشيء»
بحيث لو أمكنه الوصول إلى
الكمال الثاني بدون الحركة لترك الحركة.
3- قوله قدّس سرّه:
«يستكمل بها المتحرّك»
فإنّ الحركة استكمال مطلقا
من جهة أنّها خروج من القوّة إلى الفعل، و إن كانت تنقسم إلى أقسام إذا قيس الفعل
المقارن للقوّة إلى الفعل الّذي هو منتهى الحركة.
4- قوله قدّس سرّه: «و
إلّا انقلبت سكونا»
فإنّ الحركة سير و خروج،
فلا بدّ أن تكون متوجّهة إلى جهة. و فرض حركة لا تكون إلى