تنقسم العلّة إلى تامّة
و ناقصة. فالعلّة التامّة هي التي تشتمل على جميع ما يتوقّف عليه المعلول، بحيث لا
يبقى للمعلول معها إلّا أن يتحقّق. و العلّة الناقصة هي التي تشتمل على بعض ما
يتوقّف عليه المعلول في تحقّقه 2، لا على جميعه.
كان الأولى أن يقول:
انقسامات للعلّة. لأنّ ما جاء في هذا الفصل ليس جميع انقسامات العلّة، و الجمع
المضاف ظاهر في العموم.
2- قوله قدّس سرّه: «هي
التي تشتمل على بعض ما يتوقّف عليه المعلول في تحقّقه»
يعني: أنّ العلّة الناقصة
هي بعض ما يتوقّف عليه المعلول، سواء أ كان واحدا من أجزاء العلّة التامّة أم أكثر
ما لم يكن جميعها.
ثمّ لا يخفى عليك: أنّ
العلّة الناقصة هو بعض ما يتوقّف عليه المعلول على نحو اللابشرط، أي سواء كان معه
غيره من الأبعاض أم لم يكن، و سواء أ تمّت العلّة بذلك الغير أم لم تتمّ. و ليس
كما توهّمه بعضهم من أنّها بعض ما يتوقّف عليه وجود المعلول بشرط أن لا يكون معه
باقي الأجزاء.
و على ما ذكرنا فبعض أجزاء
العلّة التامّة علّة ناقصة، و إن كان في ضمن العلّة التامّة، أو في ضمن مركّب هو
نفسه أيضا علّة ناقصة.