قد عرفت 1 أنّ المتحصّل
من التقسيم السابق أنّ المتضادّين أمران وجوديّان، غير متضائفين، لا يجتمعان في
محلّ واحد في زمان واحد من جهة واحدة. و المنقول عن القدماء أنّهم اكتفوا في تعريف
التضادّ على هذا المقدار؛ و لذلك جوّزوا وقوع التضادّ بين الجواهر 2، و أن يزيد
أطراف التضادّ على اثنين.
1- قوله قدّس سرّه: «قد
عرفت»
في الفصل الخامس.
2- قوله قدّس سرّه:
«لذلك جوّزوا وقوع التضادّ بين الجواهر»
مراده قدّس سرّه: أنّ
القدماء لمّا لم يتنبّهوا لما تنبّه له المشّاؤون من القيود التي هي مقوّمات
للتقابل بين أمرين وجوديّين غير متضائفين، زعموا جواز وقوع التضادّ بين الجواهر، و
كذا بين أكثر من أمرين، مع أنّ مقتضى تعريف القدماء أيضا انتفاء التضادّ بين
الجواهر، و كذا بين أكثر من أمرين، حيث إنّ التطارد- و هو التقابل- يقتضي ذلك،
إلّا أنّهم لم يتنبّهوا له.
فالقيود التي أضافها
المشّاؤون ليست قيودا احترازيّة، بل هي قيود توضيحيّة احتيج إلى التنبيه عليها.
هذا.
و ما ذهب إليه قدّس سرّه
في هذا المقام مخالف لما ذهب إليه صدر المتألّهين قدّس سرّه في الأسفار ج 2، ص 112
و الشيرازي في درّة التاج، ص 501 حيث عدّا ما ذكره المشّاؤون اصطلاحا آخر في