و هو تقابل الإيجاب و
السلب 1، كقولنا: زيد أبيض و ليس زيد بأبيض، أو ما هو
1- قوله قدّس سرّه: «هو
تقابل الإيجاب و السلب»
هذا بحسب مقام الإثبات؛ و
إلّا فالتناقض ثبوتا إنّما هو بين الوجود الحقيقيّ و عدمه، أعمّ من أن يكون ذلك
الوجود هو وجود شيء، و هو الذى تحكيه الهليّة البسيطة، أو وجود شيء لشيء، و هو
الذي تحكيه الهليّة المركّبة.
يدلّ على ما ذكرنا قوله
قدّس سرّه الآتي: «و أحد الطرفين في المتناقضين هو العدم، و العدم اعتبار عقليّ لا
مصداق له في الخارج.» انتهى. و مثله ما جاء في تتمّة الفصل العاشر من المرحلة
الثامنة من بداية الحكمة. بل يدلّ عليه أيضا عدّه في الفصل السابق أحد المتناقضين
عدما للآخر.
و أمّا وجه تخصيص التناقض
في مقام الإثبات بالإيجاب و السلب، فهو ما ذكرناه في مبحث الوجود الذهنيّ: من أنّ
القضيّة تحكي وجود مصداقه بخلاف التصوّر المفرد.
فالإيجاب يحكي الوجود-
وجود الشيء أو وجود شيء للشيء- و السلب المقابل له يحكي عدم ذلك الوجود. و أمّا
المفردات من التصوّرات، فهي و إن كانت حاكية لمصاديقها، لكنّها لا تحكي وجودها و
لا عدمها؛ فالإنسان و إن كان يحكي ما يصدق عليه الإنسان، لكنّه لا بشرط بالإضافة
إلى وجود الإنسان و عدمه؛ فإنّ الموضوع في قضيّتي «الإنسان موجود»، «و الإنسان
معدوم»، يحكي مصداقه، بينما المصداق على تقدير صدق الاولى موجود، و على تقدير