قد تقدّم أنّ من عوارض
الكثرة الغيريّة. 1 و تنقسم الغيريّة إلى ذاتيّة و غير ذاتيّة. 2
1- قوله قدّس سرّه: «قد
تقدّم أنّ من عوارض الكثرة الغيريّة»
أي: من عوارضها الذاتيّة،
كما في غرر الفرائد و الأسفار. و العرض الذاتيّ هو ما يعرض موضوعه أوّلا و بالذات،
أي بلا واسطة في العروض. و عند المصنّف قدّس سرّه لا بدّ أن يكون مساويا لموضوعه،
كما مرّ في المدخل.
قوله قدّس سرّه: «قد
تقدّم»
في الفصل الثالث من هذه
المرحلة.
2- قوله قدّس سرّه:
«تنقسم الغيريّة إلى ذاتيّة و غير ذاتيّة»
لا يخفى عليك: أنّ المصنّف
قدّس سرّه عدّ التماثل من الوحدة. و لذا حصر أقسام الغيريّة في التقابل و التخالف.
و لكن لمّا كان المتماثلان متغايرين بالحقيقة- و قد اعترف نفسه قدّس سرّه في الفصل
الثاني أنّ وحدتهما مجازيّة و بواسطة في العروض- كان الأولى أن يقسّم الغيريّة إلى
ذاتيّة يكون فيها ذات كلّ من المتغايرين غير ذات الآخر، و غير ذاتيّة لا تكون
كذلك، فتسمّى الغيريّة غير الذاتيّة بالتماثل. ثمّ يقسّم الغيريّة الذاتيّة إلى ما
يكون فيه كلّ من الذاتين طاردا للآخر بذاته، و هو التقابل، و إلى ما لا يكون كذلك،
و هو التخالف.
قال قدّس سرّه في غرر
الفرائد، ص 112: «و الغيريّة- التي هي مقسم للتقابل و التخالف و التماثل