أحدهما: كون الشيء
قابلا للإشارة الحسّيّة. و الإشارة- كما نقل عن «الشفاء»- تعيين الجهة التي تخصّ
الشيء من جهات هذا العالم. و عليه فكلّ جسم و جسمانيّ يقبل الوضع بهذا المعنى؛
فالنقطة ذات وضع، بخلاف الوحدة. 8
كلّ جزء و جعل كلّ منهما
في موضع يخالف موضعه في الوضع المخالف كان الوضعان أبعد، و لا تقف التجزئة على
حدّ.
7- قوله قدّس سرّه:
«للوضع معنيان آخران غير المعنى المقوليّ»
كان الأولى أن يذكر أيضا
الوضع بمعنى جزء المقولة، و هو قسمان:
الأوّل: الهيأة الحاصلة من
نسبة أجزاء الشيء بعضها إلى بعض.
الثاني: الهيأة الحاصلة من
نسبة مجموع أجزاء الشيء إلى الخارج.
بل كلّ منهما معنى مستقلّ
للوضع.
8- قوله قدّس سرّه:
«فالنقطة ذات وضع، بخلاف الوحدة»
فإنّ النقطة طرف الخطّ، و
الخطّ طرف السطح، و السطح طرف الجسم التعليميّ، و الجسم التعليميّ تعيّن الجسم
الطبيعيّ، فالنقطة ذات علاقة بالجسم الطبيعيّ، فهي جسمانيّة. هذا.
لكن لا يخفى: أنّه إنّما
يصحّ على مبنى المشّائين الذين ينكرون المجرّد المثاليّ، و يعرّفون الرياضيّات
بالعلم الذي يبحث عمّا هو محتاج إلى المادّة خارجا، و إن لم يكن محتاجا إليها
ذهنا. و أمّا على الحقّ من وجود المثال، فالسطح و الخطّ و النقطة و الجسم
التعليميّ ليست من الامور الجسمانيّة بالمعنى الذي ذكر، بل هي كالوحدة التي توجد
في الأجسام و غيرها؛ و لذا لا تكون جسمانيّة. نعم! هي جسمانيّة إذا اريد من الجسم
الأعمّ من الطبيعيّ و المثاليّ.
قال صدر المتألّهين قدّس
سرّه في الأسفار ج 4، ص 221- 222: «فالنقطة و الخطّ و السطح و الثخن كلّها ليس
شيء منها في ذاته واقعة في جهة من الجهات، و لا للحسّ إشارة إليها، إلّا مع
المادّة، بأن كان وجوده في المادّة مصحّحا لقبوله للإشارة و الجهة و الانقسام و
غير ذلك.