responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 494

و قد اختلفوا في حقيقته على أقوال خمسة:

أحدها: أنّه هيولى الجسم. 3

و الثانى: أنّه الصورة 4

و الثالث: أنّه سطح من جسم يلاقي المتمكّن 5، سواء كان حاويا أو محويّا له.


3- قوله قدّس سرّه: «أنّه هيولى الجسم»

فهم لمّا رأوا أنّهم يستدلّون على وجود المكان بوجود التعاقب- حيث يقولون: إنّا نشاهد هذا الجسم يكون حاضرا، ثمّ نراه غائبا، و نرى جسما آخر حضر حيث هو. مثلا قد كانت جرّة فيها ماء ثمّ يحصل بعد ذلك فيها هواء أو دهن، و البديهة تشهد أنّ هذا المعاقب عاقب ذلك و خلفه في أمر كان لذلك الشي‌ء أوّلا، و كان الأوّل مختصّا به، و الآن قد فاته، و ذلك الأمر لم يكن كيفا و لا كمّا في ذات أحد هما و لا جوهرا- دعاهم ذلك إلى أن يعتقدوا بأنّ المكان هو الهيولى، لما أنّ الهيولى أمر يتعاقب عليه الصور. قال الشيخ في الفصل السادس من المقالة الثانية من الفنّ الأوّل من طبيعيّات الشفاء ج 1، ص 15، ط. مصر: «فمنهم من زعم أنّ المكان هو الهيولى. و كيف لا و الهيولى قابل للتعاقب؟!» انتهى.

لكن لا يخفى ما فيه: فإنّه استنتاج من الشكل الثاني مع عدم اختلاف المقدّمتين في الكيف. هذا مضافا إلى أنّ تعاقب الصور على الهيولى مغاير لتعاقب الأجسام على المكان؛ حيث إنّ الثاني بالانتقال و الأوّل بالزوال، فلم يتكرّر الأوسط. و بعبارة اخرى: المكان يتعاقب عليه الأجسام، و الهيولى تتعاقب عليها الصور، فلم يتكرّر الأوسط.

4- قوله قدّس سرّه: «أنّه الصورة»

و استدلّوا لذلك بأنّ الصورة حاوية للهيولى، و المكان حاو محدّد للمتمكّن، فالصورة هي المكان.

قال الشيخ في الفصل السادس من المقالة الثانية من الفنّ الأوّل من طبيعيّات الشفاء ج 1، ص 115، ط.

مصر: «و منهم من زعم أنّ المكان هو الصورة. و كيف لا و هو أوّل حاو محدّد.» انتهى.

و يردّه: أنّ الاستدلال من الشكل الثاني المؤلّف من موجبتين، و هو عقيم. هذا مضافا إلى عدم تكرّر الأوسط؛ لأنّ الصورة حاوية محدّدة للهيولى، و المكان حاو محدّد للأجسام.

5- قوله قدّس سرّه: «أنّه سطح من جسم يلاقي المتمكّن»

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست