البحث الأوّل: [الأين
هيأة حاصلة للجسم من نسبته إلى المكان]
الأين هيأة حاصلة للجسم
من نسبته إلى المكان. و المكان بما له من الصفات المعروفة عندنا بديهيّ الثبوت،
فهو الذي 1 يصحّ أن ينتقل الجسم عنه، و إليه، و أن يسكن فيه؛ و أن يكون ذا وضع، أي
مشارا إليه بأنّه هنا أو هناك؛ و أن يكون مقدّرا له نصف و ثلث و ربع؛ و أن يكون
بحيث يمتنع حصول جسمين في واحد منه. 2 قال صدر المتألّهين قدّس سرّه: «هذه أربع
أمارات تصالح عليها المتنازعون، لئلّا يكون النزاع لفظيّا». (ج 4، ص 39)
1- قوله قدّس سرّه: «فهو
الذي»
الفاء للسببيّة.
2- قوله قدّس سرّه: «أن
يكون بحيث يمتنع حصول جسمين في واحد منه»
و هو المعبّر عنه بتداخل
الأجسام. و وجه امتناعه أنّه مستلزم لكون شيئين شيئا واحدا، و ذلك يؤدّي إلى
التناقض؛ فإنّ مقتضى كونهما جسمين تغايرهما و تمايزهما، و مقتضى كونهما في مكان
واحد عدم تغايرهما و عدم تمايزهما.
و لا يخفى عليك: أنّ
المراد بالمكان هنا هو المكان الحقيقيّ، و هو المكان الخاصّ للشيء الذي لا يسع
معه غيره.