تنقسم الإضافة إلى:
متشاكلة الأطراف 33، و هي التي لا اختلاف بين أطرافها 34، كالقريب و القريب، و
الأخ و الأخ، و الجار و الجار، و: مختلفة الأطراف، كالأب و الابن، و العالي و
السافل.
و تنقسم أيضا إلى ما هو
خارجيّ 35، كالأب و الابن، و ما هو ذهنيّ، كالكلّيّ و الفرد 36، و الأعمّ و
الأخصّ.
33- قوله قدّس سرّه:
«تنقسم الإضافة إلى متشاكلة الأطراف»
هذا التعبير من فروع القول
بأنّ الإضافة هي نفس النسبة؛ فإنّ النسبة هي التي لها أطراف.
و أمّا على الحقّ من كون
الإضافة هي الهيأة الحاصلة من النسبة، فلابدّ أن ينقسم المضافان إلى متشاكلين و
مختلفين.
34- قوله قدّس سرّه: «هي
التي لا اختلاف بين أطرافها»
فالإضافة في الطرفين فردان
من نوع واحد؛ فاخوّة هذا الأخ فرد من الأخوّة، و اخوّة ذاك فرد آخر منها. و هذا
بخلاف مختلفة الأطراف حيث إنّ الإضافة في كلّ من الطرفين نوع مباين لما في الطرف
الآخر، فالابوّة مثلا نوع من الإضافة مباين للبنوّة.
و بعبارة اخرى: الإضافتان
في القسم الأوّل متماثلتان، بخلافهما في القسم الثاني.
35- قوله قدّس سرّه:
«تنقسم أيضا إلى ما هو خارجيّ»
لمّا كانت الإضافة موجودة
بوجود موضوعها، فإذا كان موضوعها موجودا في الخارج كانت الإضافة خارجيّة موجودة في
الخارج، و إذا كان أمرا ذهنيّا كانت الإضافة أيضا ذهنيّة.
36- قوله قدّس سرّه:
«كالكلّيّ و الفرد»
فالكلّيّة و هي قبول
الانطباق على كثيرين من صفات المفهوم و الوجود الذهنيّ، كما مرّ في الفصل الثالث
من المرحلة الخامسة، و مضايفها و هي الفرديّة أيضا كذلك، حيث قد مرّ في ذلك الفصل
أنّ معنى صدق الماهيّة و حملها على أفرادها أنّ الماهيّة التي في الذهن كلّما ورد
فيه فرد من أفرادها و عرض عليها اتّحدت معه و كانت هي هو.