الفصل الثالث عشر في
الكيفيّات المختصّة بالكمّيّات
و هي الكيفيّات العارضة
للجسم بواسطة كمّيّته 1، فيتّصف بها الكمّ أوّلا، ثمّ الجسم لكمّيّته؛ كالاستدارة
في الخطّ 2، و الزوجيّة في العدد.
1- قوله قدّس سرّه: «و
هي الكيفيّات العارضة للجسم بواسطة كمّيّته»
أي: للجسم المادّيّ. و لكن
بالالتفات إلى ما مرّ في الفصل العاشر، من وجود العدد في المجرّدات- كالمادّيّات-
تبيّن أنّ الكيفيّات المختصّة بالكمّ المنفصل لا تختصّ بالجسم، بل الكيفيّات
المختصّة بالكمّ المتّصل أيضا غير مختصّة به، لوجودها في المجرّدات المثاليّة
أيضا. اللّهمّ إلّا أن يعمّم الجسم في كلامه قدّس سرّه للأعمّ من الطبيعيّ و
المثاليّ. و يبدو أنّ هذا التعريف إنّما هو من المشهور القائلين باختصاص الكمّ
بالأجسام، كما يظهر منهم عند تقسيم الحكمة باعتبار موضوعها إلى إلهيّ و رياضيّ و
طبيعيّ.
2- قوله قدّس سرّه:
«كالاستدارة في الخطّ»
يظهر منه أنّه قدّس سرّه
أراد من الاستدارة ما يعبّر عنه بالانحناء في مصطلح الرياضيّين اليوم، و هو الذي
يوصف به الخطّ و تقابله الاستقامة؛ يدلّ على ذلك تقييده بالخطّ بضميمة ما سيأتي من
عدّها مقابلا للاستقامة.- في قوله قدّس سرّه بعد أسطر: «فالاستقامة في الخطّ، و
تقابلها الاستدارة»- و هذا المعنى هو الظاهر أيضا من الامام الرازي في قوله في
المباحث المشرقيّة ج 1، ص 419: «لا شكّ في أنّ المتّصف عند التحقيق بالاستقامة و
الاستدارة هو الخطّ» انتهى.
و لعلّ استعمال الاستدارة
بهذا المعنى خلاف المصطلح المتعارف، إذ لم نجد من يفسّرها