و من خاصّتها أنّ فعلها
بطريق التشبيه 2، أي جعل الغير شبيها بنفسها 3؛ كما تجعل
1- قوله قدّس سرّه: «في
الكيفيّات المحسوسة»
لا يخفى عليك: أنّ
الكيفيّات المحسوسة تكتسب قيمتها من الحسّ، فإذا ثبت أنّ الاحساس لا قيمة له، حيث
يحتمل كون العلم الحسّيّ حاصلا من تفاعل المحسوس و الجهاز الحسّيّ، لم يبق قيمة
الكيفيّات المحسوسة.
قال المصنّف قدّس سرّه في
الفصل العاشر من المرحلة السادسة من بداية الحكمة: «و لعلماء الطبيعة اليوم تشكيك
في كون الكيفيّات المحسوسة موجودة في الخارج على ما هي عليه عند الحسّ مشروح في
كتبهم.» انتهى.
2- قوله قدّس سرّه: «من
خاصّتها أنّ فعلها بطريق التشبيه»
الظاهر أنّ مراده قدّس
سرّه من الخاصّة الخاصّة المساوية التي يمكن أن يعرّف بها، وفاقا لما ذهب إليه
الشيخ في مقولات الشفاء، ص 172، ط. مصر، و تبعه صدر المتألّهين قدّس سرّه في
الأسفار ج 4، ص 64.
و أورد عليه الرازي في
المباحث، ج 1، ص 266 بأنّها غير عامّة، لعدم شمولها للخفّة و الثقل و الرطوبة و
اليبوسة.
و أجاب عنه صدر المتألّهين
قدّس سرّه: بأنّها أيضا تفعل في الحسّ أمثالها، كما يلقى السواد شبحه على العين.
فتأمّل