قد تقدّمت 1 الإشارة إلى
أنّ من خواصّ الكمّ المساواة و المفاوتة؛ و منها الانقسام، خارجا، كما في العدد،
أو وهما، كما في غيره؛ و منها وجود عادّ منه يعدّه. 2 و هناك أحكام اخر أوردوها:
أحدها: أنّ الكمّ المنفصل- و هو العدد- يوجد في المادّيّات و المجرّدات
جميعا. و أمّا المتّصل غير القارّ منه- و هو الزمان- فلا يوجد إلّا في المادّيّات.
3 و أمّا المتّصل القارّ- و هو الجسم التعليميّ و السطح و الخطّ- فلا يوجد في
المجرّدات، إلّا عند من يثبت عالما مقداريّا مجرّدا له آثار المادّة دون نفس
المادّة. 4
1- قوله قدّس سرّه: «قد
تقدّمت»
في الفصل الثامن.
2- قوله قدّس سرّه: «و
منها وجود عادّ منه يعدّه»
أي: من داخله. سواء كان من
جنسه كما في الكمّ المتّصل، أم لم يكن كالواحد بالنسبة إلى العدد.
3- قوله قدّس سرّه:
«المتّصل غير القارّ منه- و هو الزمان- فلا يوجد إلّا في المادّيّات»
بناء على ما تبنّوه من
اختصاص الحركة بالمادّيّات. و أمّا على ما ذهبنا إليه من إمكان تحقّق الحركة في
المجرّدات أيضا، لأنّ الحركة ليست متقوّمة بالقوّة و المادّة، و إنّما هي سيلان
الوجود فتحقّق الزّمان في المجرّدات أيضا بمكان من الإمكان.
4- قوله قدّس سرّه:
«إلّا عند من يثبت عالما مقداريّا مجرّدا له آثار المادّة دون نفس المادّة»