قد تقدّم 2 أنّ العرض
ماهيّة إذا وجدت في الأعيان وجدت في موضوع مستغن عنها 3؛ و أنّ العرضيّة كعرض عامّ
لتسع من المقولات، التي هي أجناس عالية، لا جنس فوقها 4؛ و لذا كان ما عرّف به كلّ
واحدة منها تعريفا بالخاصّة، لا حدّا حقيقيّا ذا جنس و فصل.
و قد عرّف الشيخان-
الفارابي و ابن سينا- الكمّ بأنّه: العرض الذي بذاته يمكن
1- قوله قدّس سرّه: «في
الكمّ و هو من المقولات العرضيّة»
كان الأولى أن يجعل عنوان
الفصل، «في تعريف الكمّ» كما لا يخفى.
2- قوله قدّس سرّه: «قد
تقدّم»
في الفصل الأوّل و الفصل
الثاني.
3- قوله قدّس سرّه:
«مستغن عنها»
هذا هو الصحيح، بخلاف ما
في النسخ من قوله قدّس سرّه: «عنه».
4- قوله قدّس سرّه: «لا
جنس فوقها»
يمكن أن تكون «لا» نافية
للجنس و الجملة صفة توضيحيّة لقوله قدّس سرّه: «أجناس عالية»، كما يمكن أن تكون
عاطفة لقوله قدّس سرّه: «جنس» على قوله قدّس سرّه: «كعرض». و لفظة «جنس» على
الاولى مبنيّ على الفتح، و على الثاني مرفوع كما لا يخفى. و لا يخفى عليك أنّ
الثاني أولى.