الجسميّة، ثمّ إذا
تبدّلت إلى صورة اخرى تخالفها نوعا بطل ببطلانها الجسم 6 ثمّ حدثت جسميّة اخرى
بحدوث الصورة التالية.
أي: الجسميّة التي هي المادّة
الثانية لها، فهي القوّة للصورة النوعيّة و لا فعليّة لها إلّا فعليّة أنّها قوّة
للصورة النوعيّة اللاحقة لها.
6- قوله قدّس سرّه: «ثمّ
إذا تبدّلت إلى صورة اخرى تخالفها نوعا بطل ببطلانها الجسم»
لا يخفى: أن التبدّل إنّما
هو على مبنى المشّائين القائلين بالكون و الفساد. و أمّا على الحركة الجوهريّة
فليس هناك إلّا صورة واحدة ممتدّة سيّالة تنتزع من كلّ حدّ من حدودها ماهيّة تختلف
نوعا أو فردا عمّا تنتزع من الحدّ الآخر، و بالتالي ليس هناك إلّا صورة جسميّة
واحدة سيّالة كذلك.
قوله قدّس سرّه: «بطل
ببطلانها الجسم»
بطلان الجسم هنا إنّما هو
ببطلان صورته، و ذلك لبقاء الهيولى.
و الفرق بين الجسم و
الهيولى، حيث إنّ الهيولى لا تبطل ببطلان الصورة الجسميّة و لكن الجسميّة تبطل
ببطلان الصورة النوعيّة، أنّ وحدة الهيولى ضعيفة مبهمة- و ذلك لكونها قوّة محضة- و
لذا تصلح لكونها معلولة لصورة مّا و هي واحدة بالعموم، و بعبارة اخرى تصلح لكونها
معلولة لصور مختلفة على التعاقب، و ذلك بخلاف الصورة الجسميّة، فإنّها فعليّة محضة
لا يمكن أن تكون بوحدتها الشخصيّة الخاصّة معلولة للصور النوعيّة المختلفة.