لمّا كانت الصورة
النوعيّة مقوّمة لمادّتها الثانية 2، التي هي الجسم المؤلّف من المادّة
1- قوله قدّس سرّه:
«خاتمة للفصل»
لا يخفى عليك: أنّ ما جاء
في هذه الخاتمة مبتن على ما ذهب إليه المشّاؤون من الكون و الفساد في الجواهر و
امتناع الحركة في الجوهر. بل جلّ ما جاء في هذه المرحلة مسوق على مبانيهم. قال قدّس
سرّه في الفصل الأوّل من المرحلة السادسة من بداية الحكمة: «و الأبحاث في هذه
المقولات و انقساماتها إلى الأنواع المندرجة تحتها طويلة الذيل جدّا. و نحن نلخّص
القول على ما هو المشهور من مذهب المشّائين مع إشارات إلى غيره.» انتهى.
فإنّ المادّة سواء كانت
الاولى أو الثانية حيثيّتها حيثيّة القوّة، و لا توجد القوّة إلّا متقوّمة بفعليّة
هي صورتها. فكما أنّ الهيولى كانت قوّة متقوّمة بالصورة الجسميّة، كذلك الصورة
الجسميّة المركّبة مع الهيولى- و هو الجسم- قوّة متقوّمة بالصورة النوعيّة. و ذلك
لأنّه لا فعليّة إلّا واحدة، و هي فعليّة الصورة الثانية، كما سيأتي في الفصل
التاسع من المرحلة التاسعة.
قال قدّس سرّه في الفصل
الرابع عشر من المرحلة الثامنة: «و اعلم أنّ الصورة المحصّلة للمادّة ربما كانت
جزءا من المادّة بالنسبة إلى صورة لا حقة؛ و لذا ينتسب ما كان لها من الأفعال و
الآثار- نظرا إلى كونها صورة محصّلة للمادّة- إلى الصورة التي صارت جزءا من
المادّة بالنسبة إليها؛ كالنبات مثلا، فإنّ الصورة النباتيّة صورة محصّلة للمادّة
الثانية التي هي الجسم، لها آثار فعليّة، هي آثار الجسميّة و النباتيّة، ثمّ إذا
لحقت به صورة الحيوان، كانت الصورة النباتيّة جزءا من